Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 16-20)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } عرفه لسبق ذكره . { فَأَخَذْنَـٰهُ أَخْذاً وَبِيلاً } ثقيلاً من قولهم طعام وبيل لا يستمرأ لثقله ، ومنه الوابل للمطر العظيم . { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } أنفسكم . { إِن كَفَرْتُمْ } بقيتم على الكفر . { يَوْماً } عذاب يوم . { يَجْعَلُ ٱلْوِلْدٰنَ شِيباً } من شدة هوله وهذا على الفرض أو التمثيل ، وأصله أن الهموم تضعف القوى وتسرع الشيب ، ويجوز أن يكون وصفاً لليوم بالطول . { السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ } منشق والتذكير على تأويل السقف أو إضمار شيء . { بِهِ } بشدة ذلك اليوم على عظمها وأحكامها فضلاً عن غيرها والباء للآلة . { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } الضمير لله عز وجل أو لليوم على إضافة المصدر إلى المفعول . { إِنَّ هَـٰذِهِ } أي الآيات الموعدة . { تَذْكِرَةٌ } عظة . { فَمَن شَاءَ } أن يتعظ . { ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ سَبِيلاً } أي يتقرب إليه بسلوك التقوى . { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ } استعار الأدنى للأقل لأن الأقرب إلى الشيء أقل بعداً منه ، وقرأ ابن كثير والكوفيون { وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ } بالنصب عطفاً على { أَدْنَىٰ } . { وَطَائِفَةٌ مّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } ويقوم ذلك جماعة من أصحابك . { وَٱللَّهُ يُقَدّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله تعالى ، فإن تقديم اسمه مبتدأ مبنياً عليه { يُقَدّرُ } يشعر بالاختصاص ويؤيده قوله : { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } أي لن تحصوا تقدير الأوقات ولن تستطيعوا ضبط الساعات . { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } بالترخص في ترك القيام المقدر ورفع التبعة فيه كما رفع التبعة عن التائب . { فَٱقْرَءواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءانِ } فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل ، عبر عن الصلاة بالقرآن كما عبر عنها بسائر أركانها ، قيل كان التهجد واجباً على التخيير المذكور فعسر عليهم القيام به فنسخ به ، ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس ، أو فاقرؤوا القرآن بعينه كيفما تيسر عليكم . { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ } استئناف يبين حكمه أخرى مقتضية الترخيص والتخفيف ولذلك كرر الحكم مرتباً عليه وقال : { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ الله } والضرب في الأرض ابتغاء للفضل المسافرة للتجارة وتحصيل العلم { وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَة } المفروضة . { وَآتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ } الواجبة . { وَأَقْرِضُواُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يريد به الأمر في سائر الانفاقات في سبل الخيرات ، أو بأداء الزكاة على أحسن وجه ، والترغيب فيه بوعد العوض كما صرح به في قوله : { وَمَا تُقَدّمُواْ لأَِنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } من الذي تؤخرونه إلى الوصية عند الموت أو من متاع الدنيا ، و { خَيْرًا } ثاني مفعولي { تَجِدُوهُ } وهو تأكيد أو فصل ، لأن أفعل من كالمعرفة ولذلك يمتنع من حرف التعريف ، وقرىء « هو خير » على الابتداء والخبر . { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } في مجامع أحوالكم فإن الإِنسان لا يخلو من تفريط . { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المزمل رفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة " .