Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-6)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية ، وآيها تسع عشرة أو عشرون بسم الله الرحيم الرحيم { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمّلُ } أصله المتزمل من تزمل بثيابه إذا تلفف بها فأدغم التاء في الزاي وقد قرىء به ، وبـ « ٱلْمَزَّمّلُ » مفتوحة الميم ومكسورتها أي زمله غيره ، أو زمل نفسه ، سمي به النبي عليه الصلاة والسلام تهجيناً لما كان عليه فإنه كان نائماً ، أو مرتعداً مما دهشه من بدء الوحي متزملاً في قطيفة أو تحسيناً له . " إذ روي : أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي متلففاً بمرط مفروش على عائشة رضي الله تعالى عنها فنزلت " أو تشبيهاً له في تثاقله بالمتزمل لأنه لم يتمرن بعد في قيام الليل ، أو من تزمل الزمل إذا تحمل الحمل أي الذي تحمل أعباء النبوة . { قُمِ ٱلَّيْلَ } أي قم إلى الصلاة ، أو داوم عليها فيه ، وقرىء بضم الميم وفتحها للإتباع أو التخفيف . { إِلاَّ قَلِيلاً } . { نّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } الاستثناء { مِّنَ ٱلَّيْلِ } و { نّصْفَهُ } بدل من { قَلِيلاً } وقلته بالنسبة إلى الكل ، والتخيير بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين والناقص عنه كالثلث ، أو { نّصْفَهُ } بدل من { ٱلَّيْلَ } والاستثناء منه والضمير في { مِنْهُ } و { عَلَيْهِ } للأقل من النصف كالثلث فيكون التخيير بينه وبين الأقل منه كالربع ، والأكثر منه كالنصف أو للنصف والتخيير بين أن يقوم أقل منه على البت وأن يختار أحد الأمرين من الأقل والأكثر ، أو الاستثناء من إعداد الليل فإنه عام والتخيير بين قيام النصف والناقص عنه الزائد عليه . { وَرَتّلِ ٱلْقُرْءانَ تَرْتِيلاً } اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها من قوله ثغر رتل ورتل إذا كان مفلجاً . { إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } يعني القرآن فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين سيما على الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كان عليه أن يتحملها ويحملها أمته ، والجملة اعتراض يسهل التكليف عليه بالتهجد ، ويدل على أنه مشق مضاد للطبع مخالف للنفس ، أو رصين لرزانة لفظه ومتانة معناه ، أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر وتجريد للنظر ، أو ثقيل في الميزان أو على الكفار والفجار ، أو ثقيل تلقيه لقوله عائشة رضي الله تعالى عنها : رأيته عليه الصلاة والسلام ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقاً . وعلى هذا يجوز أن يكون صفة للمصدر والجملة على هذه الأوجه للتعليل مستأنف ، فإن التهجد يعد للنفس ما به تعالج ثقله . { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ } إِن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة من نشأ من مكانه إذا نهض وقام قال : @ نَشَأْنَا إِلَى خَوْصٍ بَرَانِيهَا السُّرَى وَأَلْصِقَ مِنْهَا مُشْرِفَاتِ القَمْاحِدِ @@ أو قيام الليل على أن الـ { نَاشِئَةَ } له أو العبادة التي تنشأ بالليل أي تحدث ، أو ساعات الليل لأنها تحدث واحدة بعد أخرى ، أو ساعاتها الأول من نشأت إذا ابتدأت . { هِىَ أَشَدُّ وَطْأً } أي كلفة أو ثبات قدم ، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وطاء بكسر الواو وألف ممدودة أي مواطأة القلب اللسان لها ، أو فيها أو موافقة لما يراد منها من الخضوع والإِخلاص . { وَأَقْوَمُ قِيلاً } أي وأسد مقالاً أو أثبت قراءة لحضور القلب وهدوء الأصوات .