Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 11-11)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ يُغَشّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } بدل ثان من { إِذْ يَعِدُكُمُ } لإِظهار نعمة ثالثة أو متعلق بالنصر أو بما في عند الله معنى الفعل ، أو بجعل أو بإضمار اذكر . وقرأ نافع بالتخفيف من أغشيته الشيء إذا غشيته إياه والفاعل على القراءتين هو الله تعالى وقرأ ابن كثير وأبو عمر « يغشاكم النعاس » بالرفع . { أَمَنَةً مّنْهُ } أمنا من الله ، وهو مفعول له باعتبار المعنى فإن قوله { يُغَشّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } متضمن معنى تنعسون ، و « يغشاكم » بمعناه ، والـ { ءامِنَةً } فعل لفاعله ويجوز أن يراد بها الإِيمان فيكون فعل المغشي ، وأن تجعل على القراءة الأخيرة فعل النعاس على المجاز لأنها لأصحابه ، أو لأنه كان من حقه أن لا يغشاكم لشدة الخوف فلما غشيهم فكأنه حصلت له أمنة من الله لولاها لم يغشهم كقوله : @ يَهَابُ النَّوْمُ أنْ يَغْشَى عُيُونا تَهَابُكَ فَهُوَ نَفَّارٌ شَرُودُ @@ وَقرىء { ءامِنَةً } كرحمة وهي لغة . { وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ٱلسَّمَاء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ } من الحدث والجنابة . { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَـٰنِ } يعني الجنابة لأنها من تخييله ، أو وسوسته وتخويفه إياهم من العطش . روي أنهم نزلوا في كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء وناموا فاحتلم أكثرهم وقد غلب المشركون على الماء ، فوسوس إليهم الشيطان وقال : كيف تنصرون ، وقد غلبتم على الماء وأنتم تصلون محدثين مجنبين وتزعمون أنكم أولياء الله ، وفيكم رسوله فأشفقوا فأنزل الله المطر ، فمطروا ليلاً حتى جرى الوادي واتخذوا الحياض على عدوته وسقوا الركاب واغتسلوا وتوضؤوا ، وتلبد الرمل الذي بينهم وبين العدو حتى ثبتت عليه الأقدام وزالت الوسوسة . { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } بالوثوق على لطف الله بهم . { وَيُثَبّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } أي بالمطر حتى لا تسوخ في الرمل ، أو بالربط على القلوب حتى تثبت في المعركة .