Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 1-4)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وآيها ثنتان وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَٱلسَّمَاء ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } يعني البروج الاثني عشر شبهت بالقصور لأنها تنزلها السيارات وتكون فيها الثوابت ، أو منازل القمر أو عظام الكواكب سميت بروجاً لظهورها ، أو أبواب السماء فإن النوازل تخرج منها وأصل التركيب للظهور . { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يوم القيامة . { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } ومن يشهد في ذلك اليوم من الخلائق وما أحضر فيه من العجائب ، وتنكيرهما للإبهام في الوصف أي { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } لا يكتنه وصفهما ، أو المبالغة في الكثرة كأنه قيل : ما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود ، أو النبي عليه الصلاة والسلام وأمته ، أو أمته وسائر الأمم ، أو كل نبي وأمته ، أو الخالق والخلق ، أو عكسه فإن الخالق مطلع على خقله وهو شاهد على وجوده ، أو الملك الحفيظ والمكلف أو يوم النحر ، أو عرفة والحجيج ، أو يوم الجمعة والجمع فإنه يشهد له أو كل يوم وأهله . { قُتِلَ أَصْحَـٰبُ ٱلأُخْدُودِ } قيل إنه جواب القسم على تقدير لقد { قَتْلَ } ، والأظهر أنه دليل جواب محذوف كأنه قيل إنهم ملعونون يعني كفار مكة لعن أصحاب الأخدود ، فإن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على أذاهم وتذكيرهم بما جرى على من قبلهم ، والأخدود الخد وهو الشق في الأرض ونحوهما بناء ومعنى الحق والأحقوق . روي مرفوعاً : " أن ملكاً كان له ساحراً فلما كبر ضم إليه غلاماً ليعلمه ، وكان في طريقه راهب فمال قلبه إليه ، فرأى في طريقه ذات يوم حية قد حبست الناس فأخذ حجراً وقال : اللَّهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر فاقتلها فقتلها ، وكان الغلام بَعْدُ يبرىء الأكمه والأبرص ويشفي من الأدواء ، وعمي جليس الملك فأبرأه ، فسأله الملك عمن أبرأه فقال ربي فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه ، فدل على الراهب فقده بالمنشار ، وأرسل الغلام إلى جبل ليطرح من ذروته ، فدعا فرجف بالقوم فهلكوا ونجا ، وأجلسه في سفينة ليغرق فدعا فانكفأت السفينة بمن معه فغرقوا ونجا ، فقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس وتصلبني وتأخذ سهماً من كنانتي وتقول : بسم الله رب هذا الغلام ، ثم ترميني به فرماه فوقع في صدغه فمات ، فآمن الناس برب الغلام ، فأمر بأخاديد وأوقدت فيها النيران ، فمن لم يرجع منهم طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاعست فقال الصبي : يا أماه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت " وعن علي رضي الله تعالى عنه . كان بعض ملوك المجوس خطب الناس وقال : إن الله أحل نكاح الأخوات فلم يقبلوه ، فأمر بأخاديد النار فطرح فيها من أبى ، وقيل لما تنصر نجران غزاهم ذو نواس اليهودي من حمير فأحرق في الأخاديد من لم يرتد .