Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-9)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها سبع عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَٱلسَّمَاءِ وَٱلطَّارِقِ } والكوكب البادي بالليل وهو في الأصل لسالك الطريق ، واختص عرفاً بالآتي ليلاً ثم استعمل للبادي فيه . { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ ٱلطَّارِقُ ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } المضيء كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه ، أو الأفلاك والمراد الجنس أو معهود بالثقب وهو زحل ، عبر عنه أولاً بوصف عام ثم فسره بما يخصه تفخيماً لشأنه . { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا } أي إن الشان كل نفس لعليها . { حَافِظٌ } رقيب فإن هي المخففة واللام الفاصلة وما مزيدة . وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لما على أنها بمعنى الأوان نافية ، والجملة على الوجهين جواب القسم . { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ } لما ذكر أن كل نفس عليها حافظ اتبعه توصية الإنسان بالنظر في مبدئه ليعلم صحة إعادته فلا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته . { خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ } جواب الاستفهام و { مَاء } بمعنى ذي دفق ، وهو صعب فيه دفع والمراد الممتزج من الماءين في الرحم لقوله : { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَائِبِ } من بين صلب الرجل وترائب المرأة وهي عظام صدرها ، ولو صح أن النطفة تتولد من فضل الهضم الرابع وتنفصل عن جميع الأعضاء حتى تستعد لأن يتولد منها مثل تلك الأعضاء ، ومقرها عروق ملتف بعضها بالبعض عند البيضتين ، فلا شك أن الدماغ أعظم الأعضاء معونة في توليدها ، ولذلك تشبهه ، ويسرع الإِفراط في الجماع بالضعف فيه وله خليفة وهو النخاع ! وهو في الصلب وشعب كثيرة نازلة إلى الترائب ، وهما أقرب إلى أوعية المني فلذلك خصّا بالذكر . وقرىء « ٱلصُّلْبِ » بفتحتين و « ٱلصُّلْبُ » بضمتين وفيه لغة رابعة وهي « صالب » . { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } والضمير للخالق ويدل عليه { خُلِقَ } . { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } تتعرف ويميز بين ما طاب من الضمائر وما خفي من الأعمال وما خبث منها ، وهو ظرف لـ { رَجْعِهِ } .