Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-8)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وآيها تسع عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبّكَ ٱلأَعْلَىٰ } نزه اسمه عن إلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وإطلاقه على غيره زاعماً أنهما فيه سواء وذكره الأعلى على وجه التعظيم ، وقرىء « سبحان ربي الأعلى » . وفي الحديث " لما نزلت { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في ركوعكم ، فلما نزلت { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبّكَ ٱلأَعْلَىٰ } قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في سجودكم " وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت . { ٱلَّذِى خَلَقَ فَسَوَّىٰ } خلق كل شيء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتم معاشه . { وَٱلَّذِى قَدَّرَ } أي قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأشخاصها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها . { فَهَدَىٰ } فوجهه إلى أفعاله طبعاً واختياراً بخلق الميول والإِلهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات . { وَٱلَّذِى أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } أنبت ما ترعاه الدواب . { فَجَعَلَهُ } بعد خضرته . { غُثَاء أَحْوَىٰ } يابساً أسود . وقيل { أَحْوَىٰ } حال من المرعى أي أخرجه { أَحْوَىٰ } أي أسود من شدة خضرته . { سَنُقْرِئُكَ } على لسان جبريل عليه الصلاة والسلام ، أو سنجعلك قارئاً بإلهام القراءة . { فَلاَ تَنسَىٰ } أصلاً من قوة الحفظ مع أنك أمي ليكون ذلك آية أخرى لك مع أن الإِخبار به عما يستقبل ووقوعه كذلك أيضاً من الآيات ، وقيل نهي والألف للفاصلة كقوله تعالى { ٱلسَّبِيلاْ } [ الأحزاب : 67 ] { إِلاَّ مَا شَاءَ ٱللَّهُ } نسيانه بأن نسخ تلاوته ، وقيل أراد به القلة والنذرة . لما روي أنه عليه الصلاة والسلام " أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أُبيّ أنها نسخت فسأله فقال : نسيتها " أو نفى النسيان رأساً فإن القلة تستعمل للنفي . { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } ما ظهر من أحوالكم وما بطن ، أو جهرك بالقراءة مع جبريل عليه الصلاة والسلام وما دعاك إليه من مخافة النسيان فيعلم ما فيه صلاحكم من ابقاء وإنساء . { وَنُيَسّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } ونعدك لطريقة اليسرى في حفظ الوحي ، أو التدين وتوفقك لها ولهذه النكتة قال { نيسرك } لا نيسر لك عطف على { سَنُقْرِئُكَ } ، وأنه يعلم اعتراض .