Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-9)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها ثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَٱلْفَجْرِ } أقسم بالصبح أو فلقه كقوله : { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } [ التكوير : 18 ] أو بصلاته . { وَلَيالٍ عَشْرٍ } عشر ذي الحجة ولذلك فسر { ٱلْفَجْرِ } بفجر عرفة ، أو النحر أو عشر رمضان الأخير وتنكيرها للتعظيم ، وقرىء « وَلَيالٍ عَشْرٍ » بالإِضافة على أن المراد بالعشر الأيام . { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } والأشياء كلها شفعها ووترها ، أو الخلق لقوله : { وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] والخالق لأنه فرد ، ومن فسرهما بالعناصر والأفلاك أو البروج والسيارات أو شفع الصلوات ووترها ، أو بيومي النحر وعرفة ، وقد روي مرفوعاً ، أو بغيرها فلعله أفرد بالذكر من أنواع المدلول ما رآه أظهر دلالة على التوحيد ، أو مدخلاً في الدين أو مناسبة لما قبلهما أو أكثر منفعة موجبة للشكر ، وقرىء { وَٱلْوَتْرِ } بكسر الواو وهما لغتان كالحبر والحبر . { وَٱلَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } إذا يمضي كقوله : { وَٱلَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } [ المدثر : 33 ] والتقييد بذلك لما في التعاقب من قوة الدلالة على كمال القدرة ووفور النعمة ، أو يرى فيه من قولهم صلى المقام وحذف الياء للاكتفاء بالكسرة تخفيفاً ، وقد خصه نافع وأبو عمرو بالوقف لمراعاة الفواصل ولم يحذفها ابن كثير ويعقوب أصلاً ، وقرىء { يَسْرِ } بالتنوين المبدل من حرف الاطلاق . { هَلْ فِى ذَلِكَ } القسم أو المقسم به { قَسَمٌ } حلف أو محلوف به . { لّذِى حِجْرٍ } يعتبره ويؤكد به ما يريد تحقيقه ، والـ { حِجْرٍ } العقل سمي به لأنه يحجر عما لا ينبغي كما سمي عقلاً ونهية وحصاة من الإِحصاء ، وهو الضبط والمقسم عليه محذوف وهو ليعذبن يدل عليه قوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } يعني أولاد عاد بن عوصن بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام ، قوم هود سموا باسم أبيهم كما سمي بنو هاشم باسمه . { إِرَمَ } عطف بيان لـ { عَادٍ } على تقدير مضاف أي سَبْطُ { إِرَمَ } ، أو أَهْلُ { إِرَمَ } إن صح أنه إسم بلدتهم . وقيل سمي أوائلهم وهم { عَاداً ٱلأولَىٰ } [ النجم : 50 ] باسم جدهم ومنع صرفه للعلمية والتأنيث . { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } ذات البناء الرفيع أو القدود الطوال ، أو الرفعة والثبات . وقيل كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا ، ثم مات شديد فخلص الأمر لشداد وملك المعمورة ودانت له ملوكها ، فسمع بذكر الجنة فبنى على مثالها في بعض صحاري عدن جنة وسماها إرم ، فلما تمت سار إليها بأهله ، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا . وعن عبد الله ابن قلابة أنه خرج في طلب إبله فوقع عليها . { ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَـٰدِ } صفة أخرى لـ { إِرَمَ } والضمير لها سواء جعلت { إِرَمَ } القبيلة أو البلدة . { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ } قطعوه واتخذوه منازل لقوله : { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } { بِٱلْوَادِ } وادي القرى .