Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 86-91)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } من القرآن ويجوز أن يراد بها بعضها . { أَن آمِنُوا بِاللهِ } بأن آمنوا بالله ويجوز أن تكون أن المفسرة . { وَجَـٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ } ذوو الفضل والسعة . { وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ } الذين قعدوا لعذر . { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوٰلِفِ } مع النساء جمع خالفه وقد يقال الخالفة للذي لا خير فيه . { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ما في الجهاد وموافقة الرسول من السعادة وما في التخلف عنه من الشقاوة . { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ جَـٰهَدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ } أي إن تخلف هؤلاء ولم يجاهدوا فقد جاهد من هو خير منهم . { وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ } منافع الدارين النصر والغنيمة في الدنيا والجنة والكرامة في الآخرة . وقيل الحور لقوله تعالى ؛ { فِيهِنَّ خَيْرٰتٌ حِسَانٌ } [ الرحمن : 70 ] وهي جمع خيرة تخفيف خيرة . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الفائزون بالمطالب . { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } بيان لما لهم من الخيرات الأخروية . { وَجَاء ٱلْمُعَذّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } يعني أسداً وغطفان استأذنوا في التخلف معتذرين بالجهد وكثرة العيال . وقيل هم رهط عامر بن الطفيل قالوا إن غزونا معك أغارت طيىء على أهالينا ومواشينا . والمعذر إما من عذر في الأمر إذا قصر فيه موهماً أن له عذراً ولا عذر له ، أو من اعتذر إذا مهد العذر بادغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين ، ويجوز كسر العين لالتقاء الساكنين وضمها للاتباع لكن لم يقرأ بهما . وقرأ يعقوب { ٱلْمُعَذّرُونَ } من أعذر إذا اجتهد في العذر . وقرىء { ٱلْمُعَذّرُونَ } بتشديد العين والذال على أنه من تعذر بمعنى اعتذر وهو لحن إذ التاء لا تدغم في العين ، وقد اختلف في أنهم كانوا معتذرين بالتصنع أو بالصحة فيكون قوله : { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في غيرهم وهم منافقو الأعراب كذبوا الله ورسوله في إدعاء الإِيمان وإن كانوا هم الأولين فكذبهم بالاعتذار . { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من الأعراب أو من المعذرين فإن منهم من اعتذر لكسله لا لكفره { عَذَابٌ أَلِيمٌ } بالقتل والنار . { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَاء وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ } كالهرمى والزمنى . { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ } لفقرهم كجهينة ومزينة وبني عذرة . { حَرَجٌ } إثمٌ في التأخر . { إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } بالإِيمان والطاعة في السر والعلانية كما يفعل الموالي الناصح ، أو بما قدروا عليه فعلاً أو قولاً يعود على الإِسلام والمسلمين بالصلاح { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ } أي ليس عليهم جناح ولا إلى معاتبتهم سبيل وإنما وضع المحسنين موضع الضمير للدلالة على أنهم منخرطون في سلك المحسنين غير معاتبين لذلك . { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لهم أو للمسيء فكيف للمحسن .