Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-9)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وآيها عشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول عليه الصلاة والسلام فيه إظهاراً لمزيد فضله ، وإشعاراً بأن شرف المكان بشرف أهله . وقيل { حِلٌّ } مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار فهو وعد بما أحل له عام الفتح . { وَوَالِدٍ } عطف على { هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ } والوالد آدم أو إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . { وَمَا وَلَدَ } ذريته أو محمد عليه الصلاة والسلام ، والتنكير للتعظيم وإيثار ما على من لمعنى التعجب كما في قوله { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } [ آل عمران : 36 ] { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى كَبَدٍ } تعب ومشقة من كبد الرجل كبداً إذا وجعت كبده ومنه المكابدة ، والإِنسان لا يزال في شدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقه ومنتهاها الموت وما بعده ، وهو تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام مما كان يكابده من قريش والضمير في { أَيَحْسَبُ } لبعضهم الذي كان يكابد من أكثر ، أو يفتر بقوته كأبي الأشد بن كلدة فإنه كان يبسط تحت قدميه أديم عكاظي ويجذبه عشرة فينقطع ولا تزال قدماه ، أو لكل أحد منهم أو للإنسان . { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } فينتقم منه . { يِقُولُ } أي في ذلك الوقت { أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } كثيراً ، من تلبد الشيء إذا اجتمع ، والمراد ما أنفقه سمعة ومفاخرة ، أو معاداة للرسول عليه الصلاة والسلام . { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } حين كان ينفق أو بعد ذلك فيسأله عنه ، يعني أن الله سبحانه وتعالى يراه فيجازيه ، أو يجده فيحاسبه عليه ثم بين ذلك بقوله : { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } يبصر بهما . { وَلِسَاناً } يترجم به عن ضميره . { وَشَفَتَيْنِ } يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب وغيرها .