Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 93, Ayat: 1-11)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية . وآيها إحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَٱلضُّحَىٰ } ووقت ارتفاع الشمس وتخصيصه لأن النهار يقوى فيه ، أو لأن فيه كلم موسى عليه الصلاة والسلام ربه وألقى السحرة سجداً ، أو النهار ويؤيده قوله تعالى : { أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى } [ الأعراف : 98 ] في مقابلة { بَيَاتًا } [ الأعراف : 4 ] { وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } سكن أهله أو ركد ظلامه من سجا البحر سجواً إذا سكنت أمواجه ، وتقديم { ٱلَّيْلَ } في السورة المتقدمة باعتبار الأصل ، وتقديم النهار ها هنا باعتبار الشرف . { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } ما قطعك قطع المودع ، وقرىء بالتخفيف بمعنى ما تركك وهو جواب القسم . { وَمَا قَلَىٰ } وما أبغضك ، وحذف المفعول استغناء بذكره من قبل ومراعاة للفواصل . روي أن الوحي تأخر عنه أياماً لتركه الاستثناء كما مر في سورة « الكهف » ، أو لزجره سائلاً ملحاً ، أو لأن جرواً ميتاً كان تحت سريره أو لغيره فقال المشركون : إن محمداً ودعه ربه وقلاه فنزلت رداً عليهم . { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } فإنها باقية خالصة عن الشوائب وهذه فانية مشوبة بالمضار ، كأنه لما بين أنه سبحانه وتعالى لا يزال يواصله بالوحي والكرامة في الدنيا وعد له ما هو أعلى وأجل من ذلك في الآخرة ، أو لنهاية أمرك خير من بدايته ، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يزال يتصاعد في الرفعة والكمال . { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } وعد شامل لما أعطاه من كمال النفس وظهور الأمر وإعلاء الدين ، ولما ادخر له مما لا يعرف كنهه سواء ، واللام للابتلاء دخل الخبر بعد حذف المبتدأ والتقدير : ولأنت سوف يعطيك لا للقسم فإنها لا تدخل على المضارع إلا مع النون المؤكدة ، وجمعها مع سوف للدلالة على أن الإِعطاء كائن لا محالة وإن تأخر لحكمه . { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَاوَىٰ } تعديد لما أنعم عليه تنبيهاً على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن إليه فيما يستقبل وأن تأخر . و { يَجِدْكَ } من الوجود بمعنى العلم و { يَتِيماً } مفعولك الثاني أو المصادقة و { يَتِيماً } حال . { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } عن علم الحكم والأحكام . { فَهَدَىٰ } فعلمك بالوحي والإِلهام والتوفيق للنظر . وقيل وجدك ضالاً في الطريق حين خرج بك أبو طالب إلى الشام أو حين فطمتك حليمة وجاءت بك لتردك إلى جدك ، فأزال ضلالك عن عمك أو جدك . { وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيراً ذا عيال . { فَأَغْنَىٰ } بما حصل لك من ربح التجارة . { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } فلا تغلبه على ماله لضعفه ، وقرىء فلا تكهر أي فلا تعبس في وجهه . { وَأَمَّا ٱلسَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } فلا تزجره . { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ } فإن التحدث بها شكرها . وقيل المراد بالنعمة النبوة والتحديث بها تبليغها . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والضحى جعله الله سبحانه وتعالى فيمن يرضى لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يشفع له وعشر حسنات ، يكتبها الله سبحانه وتعالى بعدد كل يتيم وسائل " .