Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-8)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية . وآيها ثمان آيات بسم الله الرحمن الرحيم { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق فكان غائباً حاضراً ، أو ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم وأزلنا عنه ضيق الجهل ، أو بما يسرنا لك تلقي الوحي بعدما كان يشق عليك ، وقيل إنه إشارة إلى ما روي " أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباه أو يوم الميثاق ، فاستخرج قلبه فغسله ثم ملأه إيماناً وعلماً " ولعله إشارة إلى نحو ما سبق ومعنى الاستفهام إنكار نفي الانشراح مبالغة في إثباته ولذلك عطف عليه . { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } عبأك الثقيل . { ٱلَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ } الذي حمله على النقيض وهو صوت الرحل عند الانتقاض من ثقل الحمل وهو ما ثقل عليه من فرطاته قبل البعثة ، أو جهله بالحكم والأحكام أو حيرته ، أو تلقي الوحي أو ما كان يرى من ضلال قومه من العجز عن إرشادهم ، أو من إصرارهم وتعديهم في إيذائه حين دعاهم إلى الإيمان . { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } بالنبوة وغيرها ، وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته ، وصلى عليه في ملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وخاطبه بالألقاب ، وإنما زاد { لَكَ } ليكون إبهاماً قبل إيضاح فيفيد المبالغة . { فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ } كضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم . { يُسْراً } كالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمك ، وتنكيره للتعظيم والمعنى بما في « إن » مع من المصاحبة المبالغة في معاقبة اليسر للعسر ، واتصاله به اتصال المتقاربين . { إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } تكرير للتأكيد أو استئناف وعده بأن { ٱلْعُسْرَ } متبوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك : إن للصائم فرحة ، إن للصائم فرحة أي فرحة عند الإِفطار وفرحة عند لقاء الرب . وعليه قوله عليه الصلاة والسلام " لن يغلب عسر يسرين " فإن العسر معرف فلا يتعدد سواء كان للعهد أو للجنس ، واليسر منكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد يغاير ما أريد بالأول . { فَإِذَا فَرَغْتَ } من التبيلغ . { فَٱنصَبْ } فاتعب في العبادة شكراً لما عددنا عليك من النعم السالفة ووعدناك من النعم الآتية . وقيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة ، أو { فَإِذَا فَرَغْتَ } من الصلاة فانصب بالدعاء . { وَإِلَىٰ رَبّكَ فَٱرْغَبْ } بالسؤال ولا تسأل غيره فإنه القادر وحده على إسعافك ، وقرىء « فَرَغِّبْ » أي فرغب الناس إلى طلب ثوابه . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة ألم نشرح فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني " .