Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 36-44)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما يتبع أكثرهم } يعني : الرُّؤساء ؛ لأنَّ السَّفلة يتَّبعون قولهم { إلاَّ ظناً } يظنون أنَّها آلهةٌ { إنَّ الظن لا يغني من الحق شيئاً } ليس الظنُّ كاليقين . يعني : إنَّ الظَّنَّ لا يقوم مقام العلم . { إنَّ الله عليم بما يفعلون } من كفرهم . { وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله } هذا جوابٌ لقولهم : { ائت بقرآنٍ غير هذا } يقول : ما كان هذا القرآن افتراءً من دون الله { ولكن تصديق } [ ولكن كان تصديق ] { الذي بين يديه } من الكتب { وتفصيل الكتاب } [ يعني : تفصيل ] المكتوب من الوعد لمَنْ آمن ، والوعيد لمَنْ عصى { لا ريب فيه } لا شكَّ في نزوله من عند ربِّ العالمين . { أم يقولون افتراه } بل أتقولون : افتراه محمد { قل فأتوا بسورة مثله } إن كان مفترىً { وادعوا } إلى معاونتكم على المعارضة كلَّ مَنْ تقدرون عليه { إن كنتم صادقين } في أنَّ محمَّداً اختلقه من عند نفسه ، ونظيرُ هذه الآية في سورة البقرة : { وإنْ كنتم في ريب … } الآية . { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } أَيْ : بما في القرآن من الجنَّة والنَّار ، والبعث والقيامة { ولما يأتهم تأويله } ولم يأتهم بعدُ حقيقة ما وُعدوا في الكتاب { كذلك كذَّب الذين من قبلهم } بالبعث والقيامة . { ومنهم } ومن كفَّار مكَّة { مَنْ يؤمن به } يعني : قوماً علم أنَّهم يؤمنون { ومنهم مَنْ لا يؤمن به ، وربك أعلم بالمفسدين } يريد : المكذِّبين ، وهذا تهديدٌ لهم . { وإن كذبوك فقل لي عملي … } الآية . نسختها آية الجهاد . { ومنهم مَنْ يستمعون إليك } نزلت في المستهزئين كانوا يستمعون الاستهزاء والتَّكذيب ، فقال الله تعالى : { أفأنت تُسمع الصمَّ } يريد أنَّهم بمنزلة الصُّمِّ لشدَّة عداوتهم { ولو كانوا لا يعقلون } أَيْ : ولو كانوا مع كونهم صمَّاً جهَّالاً ! أخبر الله سبحانه أنَّهم بمنزلة الصُّمِّ الجُهَّال إذْ لم ينتفعوا بما سمعوا . { ومنهم مَنْ ينظر إليك } مُتعجِّباً منك غير منتفعٍ بنظره { أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون } يريد : إنَّ الله أعمى قلوبهم فلا يبصرون شيئاً من الهدى . { إنَّ الله لا يظلم الناس شيئاً } لمَّا ذكر أهل الشَّقاوة ذكر أنَّه لم يظلمهم بتقدير الشَّقاوة عليهم ؛ لأنَّه يتصرَّف في ملكه { ولكنَّ الناس أنفسهم يظلمون } بكسبهم المعاصي .