Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 57-66)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الناس } يعني : قريشاً { قد جاءتكم موعظة من ربكم } القرآن { وشفاءٌ لما في الصدور } ودواءٌ لداء الجهل { وهدىً } وبيانٌ من الضَّلالة { ورحمةٌ للمؤمنين } ونعمةٌ من الله سبحانه لأصحاب محمَّدٍ . { قل بفضل الله } الإِسلام { وبرحمته } القرآن { فبذلك } الفضل والرَّحمة { فليفرحوا هو خيرٌ } أَيْ : ما آتاهم الله من الإِسلام والقرآن خيرٌ ممَّا يجمع غيرهم من الدُّنيا . { قل } لكفَّار مكَّة : { أرأيتم ما أنزل الله } خلقه وأنشأه لكم { من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً } يعني : ما حرَّموه ممَّا هو حلالٌ لهم من البحيرة وأمثالها ، وأحلُّوه ممَّا هو حرامٌ من الميتة وأمثالها { قل ءَآلله أذن لكم } في ذلك التَّحريم والتَّحليل { أم } بل { على الله تفترون } . { وما ظنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } أَيْ : ما ظنُّهم ذلك اليوم بالله وقد افتروا عليه ؟ { إنَّ الله لذو فضلٍ على الناس } أهل مكَّة حين جعلهم في أمنٍ وحرمٍ إلى سائر ما أنعم به عليهم { ولكنَّ أكثرهم لا يشكرون } لا يُوحدِّون ولا يُطيعون . { وما تكون } يا محمَّد { في شأن } أمرٍ من أمورك { وما تتلوا منه } من الله { من قرآنٍ } أنزله عليك { ولا تعملون من عمل } خاطبه وأمَّته { إلاَّ كُنَّا عليكم شهوداً } نشاهد ما تعلمون { إذ تفيضون } تأخذون { فيه وما يعزب } يغيب ويبعد { عن ربك من مثقال ذرة } وزن ذرَّة { إلاَّ في كتاب مبين } يريد : اللَّوح المحفوظ الذي أثبت الله سبحانه فيه الكائنات . { ألا إنَّ أولياء الله } هم الذين تولَّى الله سبحانه هداهم . { الذين آمنوا } صدَّقوا النبيَّ { وكانوا يتقون } خافوا مقامهم بين يدي الله سبحانه . { لهم البشرى في الحياة الدنيا } عند الموت تأتيهم الملائكة بالبشرى من الله { وفي الآخرة } يُبشَّرون بثواب الله وجنَّته { لا تبديل لكلمات الله } لا خلف لمواعيده . { ولا يحزنك قولهم } تكذيبهم إيَّاك { إنَّ العزة لله } القوَّة لله والقدرة لله { جميعاً } وهو ناصرك { وهو السميع } يسمع قولهم { العليم } بما في ضميرهم ، فيجازيهم بما يقتضيه حالهم . { ألآ إن لله مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض } يعني : يفعل بهم وفيهم ما يشاء { وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء } أيْ : ليسوا يتَّبعون شركاء على الحقيقة ؛ لأنَّهم يعدُّونها شركاء شفعاء لهم ، وليست على ما يظنُّون { إن يتبعون إلاَّ الظنَّ } ما يتَّبعون إلاَّ ظنَّهم أنَّها تشفع لهم { وإن هم إلا يخرصون } يقولون ما لا يكون .