Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 36-44)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلا تبتئس } أَيْ : لا تحزن ولا تغتم . { واصنع الفلك بأعيننا } بمرأى منا ، وتأويله : بحفظنا إيَّاك حفظ مَنْ يراك ، ويملك دفع السُّوء عنك { ووحينا } وذلك أنَّه لم يعلم صنعة الفلك حتى أوحى الله إليه كيف يصنعها { ولا تخاطبني } لا تراجعني ولا تحاورني { في الذين ظلموا } في إمهالهم وتأخير العذاب عنهم ، وقوله : { إن تسخروا منا } أَيْ : لما يرون من صنعه الفلك { فإنا نسخر منكم } ونعجب من غفلتكم عمَّا قد أظلَّكم من العذاب . { فسوف تعلمون مَنْ يأتيه عذابٌ يخزيه } أَيْ : فسوف تعلمون مَنْ أخسر عاقبةً . { حتى إذا جاء أمرنا } بعذابهم وهلاكهم { وفار التنور } بالماء ، يعني : تنُّور الخابز ، وكان ذلك علامةً لنوح عليه السَّلام ، فركب السَّفينة { قلنا احمل فيها } في الفلك { من كلّ زوجين } من كلِّ شيءٍ له زوج { اثنين } ذكراً وأنثى { وأهلك } واحمل أهلك يعني : ولده وعياله { إلاَّ مَنْ سبق عليه القول } يعني : مَنْ كان في علم الله أنَّه يغرق بكفره ، وهو امرأته واغلة ، وابنه كنعان ، { ومَنْ آمن } واحمل مَنْ صدَّقك { وما آمن معه إلاَّ قليل } ثمانون إنساناً . { وقال } نوحٌ لقومه الذين أُمر بحملهم : { اركبوا } يعني : الماء { فيها } في الفلك { بسم الله مجريٰها ومرساها } يريد : تجري باسم الله ، وترسي باسم الله ، فكان إذا أراد أن تجري السفينة قال : بسم الله ، فجرت ، وإذا أراد أن ترسي قال : بسم الله ، فَرَسَتْ ، أَيْ : ثبتت { إن ربي لغفور } لأصحاب السَّفينة { رحيم } بهم . { وهي تجري بهم في موج } جمع موجةٍ ، وهي ما يرتفع من الماء { كالجبال } في العِظَم { ونادى نوح ابنه } كنعان ، وكان كافراً { وكان في معزل } من السَّفينة ، أَيْ : في ناحيةٍ بعيدة عنها . { قال سآوي إلى جبل } أنضمُّ إلى جبلٍ { يعصمني } يمنعني { من الماء } فلا أغرق ، { قال } نوح : { لا عاصم اليوم من أمر الله } لا مانع اليوم من عذاب الله { إلاَّ مَنْ رحم } لكن مَنْ رحم الله فإنَّه معصوم { وحال بينهما } بين ابن نوحٍ وبين الجبل { الموج } ما ارتفع من الماء . { وقيل يا أرض ابلعي ماءك } اشربي ماءك { ويا سماء أقلعي } أمسكي عن إنزال الماء { وغيض الماء } نقص { وقضي الأمر } أُهلك قوم نوحٍ ، وفُرِغ من ذلك { واستوت } السَّفينة { على الجودي } وهو جبل بالجزيرة { وقيل : بعداً } من رحمة الله { للقوم الظالمين } المتَّخذين من دون الله آلهاً .