Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 56-63)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما من دابة إلاَّ هو آخذٌ بناصيتها } أَيْ : هي في قبضته ، وتنالها بما شاء قدرته { إنَّ ربي على صراط مستقيم } أَيْ : إنَّ الذي بعثني الله به دينٌ مستقيمٌ . { فإن تولوا } تتولَّوا ، بمعنى : تُعرضوا عمَّا دعوتكم إليه من الإِيمان { فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم } فقد ثبتت الحُجَّة عليكم بإبلاغي { ويستخلف ربي قوماً غيركم } أَيْ : ويخلف بعدكم مَنْ هو أطوعُ له منكم { ولا تضرونه } بإعراضكم { شيئاً } إنَّما تضرُّون أنفسكم { إنَّ ربي على كل شيء } من أعمال العباد { حفيظ } حتى يجازيهم عليها . { ولما جاء أمرنا } بهلاك عادٍ { نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمةٍ منا } حيث هديناهم إلى الإِيمان ، وعصمناهم من الكفر { ونجيناهم من عذاب غليظ } يعني : ما عُذِّب به الذين كفروا . { وتلك عاد } يعني : القبيلة { جحدوا بآيات ربهم } كذَّبوها فلم يُقِرّوا بها { وعصوا رسله } يعني : هوداً عليه السَّلام ؛ لأنَّ مَنْ كذَّب رسولاً واحداً فقد كفر بجميع الرُّسل { واتبعوا أمر كل جبار عنيد } واتَّبع السَّفلةُ الرُّؤساءَ . والعنيد : المعارضُ لك بالخلاف . { وأُتْبِِعُوا في هذه الدنيا لعنةً } أُردفوا لعنةً تلحقهم وتنصرف معهم { ويوم القيامة } أَيْ : وفي يوم القيامة ، كما قال : { لعنوا في الدنيا والآخرة } { ألاَ إنَّ عاداً كفروا ربهم } قيل : بربِّهم . وقيل : كفروا نعمة ربِّهم { ألا بعداً لعاد } يريد : بعدوا من رحمة الله تعالى ، وقوله : { وهو أنشأكم } أَيْ : خلقكم { من الأرض } من آدم ، وآدم خُلق من تراب الأرض { واستعمركم فيها } جعلكم عمَّاراً لها . { قالوا يا صالح قد كنتَ فينا مَرْجُوّاً قبل هذا } وذلك أنَّ صالحاً عليه السَّلام كان يعدل عن دينهم ، ويشنأ أصنامهم ، وكانوا يرجون رجوعه إلى دين عشيرته ، فلمَّا أظهر دعاءهم إلى الله تعالى زعموا أنَّ رجاءهم انقطع منه ، وقوله { مريب } موقعٍ في الرِّيبة . { قال يا قوم أرأيتم … } الآية . يقول : أعلمتم مَنْ ينصرني من الله ، أَيْ : مَنْ يمنعني من عذاب الله إن عصيته بعد بيِّنةٍ من ربِّي ونعمةٍ { فما تزيدونني غير تخسير } أَيْ : ما تزيدونني باحتجاجكم بعبادة آبائكم الأصنام ، [ وقولكم ] : { أتنهانا أن نعبدَ ما يعبدُ آباؤُنا } إلاَّ بنسبتي إيَّاكم إلى الخسارة ، أَيْ : كلَّما اعتذرتم بشيءٍ زادكم تخسيراً . وقيل : معنى الآية : ما تزيدونني غير تخسيرٍ [ لي ] إن كنتم أنصاري ، ومعنى التَّخسير : التَّضليل والإِبعاد من الخير .