Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 90-96)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف } الذي فعلتم به ما فعلتم { وهذا أخي } المظلوم من جهتكم { قد منَّ الله علينا } بالجمع بيننا بعد ما فرَّقتم { إنه مَن يتق } الله { ويصبر } على المصائب { فإنَّ الله لا يضيع أَجْرَ المحسنين } أجر مَنْ كان هذا حاله . { قالوا تالله لقد آثرك الله علينا } فضَّلك الله علينا بالعقل والعلم ، والفضل والحسن { وإنْ كنا لخاطئين } آثمين في أمرك . { قال لا تثريب عليكم اليوم } لا تأنيب ولا تعيير عليكم بعد هذا اليوم ، ثمَّ جعلهم في حلِّ ، وسأل لهم المغفرة فقال : { يغفر الله لكم … } الآية ، ثمَّ سألهم عن أبيه فقالوا : ذهبت عيناه ، فقال : { اذهبوا بقميصي هذا } وكان قد نزل به جبريل عليه السَّلام على إبراهيم عليه السَّلام لمَّا أُلقي في النَّار ، وكان فيه ريح الجنَّة لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلاَّ صحَّ ، فذلك قوله : { فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً } يرجعْ ويَعُدْ بصيراً . { ولما فصلت العير } خرجت من مصر مُتوجِّهةً إلى كنعان { قال أبوهم } لمن حضره : { إني لأجد ريح يوسف } وذلك أنَّه هاجت الرِّيح فحملت ريح القميص واتَّصلت بيعقوب ، فوجد ريح الجنَّة ، فعلم أنَّه ليس في الدُّنيا من ريح الجنَّة إلاَّ ما كان من ذلك القميص { لولا أن تفندون } تُسفِّهوني وتُجهِّلوني . { قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم } شقائك القديم ممَّا تكابد من الأحزان على يوسف وخطئك في النِّزاع إليه على بعد عهده منك ، وكان عندهم أنَّه قد مات ، وقوله : { فارتدَّ بصيراً } أَيْ : عاد ورجع بصيراً .