Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-32)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولو أنَّ قرآناً … } الآية . نزلت حين قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : إنْ كنت نبيَّاً كما تقول فسيِّر عنا جبال مكة ، فإنَّها ضيِّقةٌ واجعل لنا فيها عيوناً وأنهاراً حتى نزرع ونغرس ، وابعث لنا آباءنا من الموتى يكلِّمونا أنَّك نبيٌّ ، فقال الله سبحانه : { ولو أنَّ قرآناً سيرت به الجبال } يريد : لو قضيت على أن لا يقرأ القرآن على الجبال إلاَّ سارت ، ولا على الأرض إلاَّ تخرَّقت بالعيون والأنهار ، وعلى الموتى أن لا يُكلَّموا ؛ ما آمنوا لما سبق عليهم في علمي ، وهذا جواب " لو " وهو محذوف . { بل } دع ذلك الذي قالوا من تسيير الجبال وغيره فالأمر لله جميعاً ، لو شاء أن يؤمنوا لآمنوا ، وإذا لم يشأ لم ينفع ما اقترحوا من الآيات ، وكان المسلمون قد أرادوا أن يُظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم آيةً ليجتمعوا على الإِيمان ، فقال الله : { أفلم ييئس الذين آمنوا } يعلم الذين آمنوا { أن لو يشاء الله } لهداهم من غير ظهور الآيات { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا } من كفرهم وأعمالهم الخبيثة { قارعة } داهيةٌ تقرعهم من القتل والأسر ، والحرب ، والجدب { أو تحلُّ } يا محمد أنت { قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله } يعني : القيامة . وقيل : فتح مكَّة . { ولقد استهزىء برسل من قبلك } أُوذي وكُذِّب { فأمليت للذين كفروا } أطلتُ لهم المدَّة بتأخير العقوبة ليتمادوا في المعصية { ثمَّ أخذتهم } بالعقوبة { فكيف كان عقاب } كيف رأيت ما صنعتُ بمن استهزأ برسلي ، كذلك أصنع بمشركي قومك .