Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 45-52)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وسكنتم } في الدُّنيا { في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } يعني : الأمم الكافرة { وتبيَّن لكم كيف فعلنا بهم } فلم تنزجروا { وضربنا لكم الأمثال } في القرآن فلم تعتبروا . { وقد مكروا مكرهم } يعني : مكرهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وما همُّوا به من قتله أو نفيه { وعند الله مكرهم } هو عالمٌ به لا يخفى عليه ما فعلوا ، فهو يجازيهم عليه { وإن كان } وما كان { مكرهم لتزول منه الجبال } يعني : أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَيْ : ما كان مكرهم ليبطل أمراً هو في ثبوته وقوَّته كالجبال . { فلا تحسبن الله } يا محمد { مخلف وعده رسله } ما وعدهم من الفتح والنَّصر { إنَّ الله عزيز } منيع { ذو انتقام } من الكفَّار يجازيهم بما كان من سيئاتهم . { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسمٰوات } تُبدَّل الأرض بأرضٍ كالفضَّة بيضاء نقيَّة يُحشر النَّاس عليها ، والسَّماء من ذهبٍ { وبرزوا } وخرجوا من القبور ، كقوله تعالى : { وبرزوا لله جميعاً } . { وترى المجرمين } الذين زعموا أنَّ لله شريكاً وولداً يوم القيامة { مقرنين } موصولين بشياطينهم . كلُّ كافرٍ مع شيطانٍ في غلٍّ ، والأصفاد : سلاسل الحديد والأغلال . { سرابيلهم } قُمصهم { من قطران } وهو الهِناء الذي يُطلى به الإِبل ، وذلك أبلغ لاشتعال النَّار فيهم { وتغشى وجوههم } وتعلو وجوههم { النار } . { ليجزي الله كلَّ نفس } من الكفَّار { ما كسبت } أَيْ : ليقع لهم الجزاء من الله سبحانه بما كسبوا . { هذا } القرآن { بلاغ للناس } أَيْ : أنزلناه إليك لتبلِّغهم { ولينذروا به } ولتنذرهم أنت يا محمد { وليعلموا } بما ذُكر فيه من الحجج { أنما هو إله واحدٌ وليذكر } وليتَّعظ { أولوا الألباب } أهل اللُّبِّ والعقل والبصائر .