Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 109-114)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا جرم } أَيْ : حقَّاً { أنهم في الآخرة هم الخاسرون } المغبونون . { ثمَّ إنَّ ربك للذين هاجروا } يعني : المُستضعفين الذين كانوا بمكَّة { من بعد ما فتنوا } أَيْ : عُذِّبوا وأُوذوا حتى يلفظوا بما يرضيهم { ثمَّ جاهدوا } مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم { وصبروا } على الدِّين والجهاد { إنَّ ربك من بعدها } أَيْ : من بعد تلك الفتنة التي أصابتهم { لغفور رحيم } يغفر لهم ما تلفَّظوا به من الكفر تقيَّة . { يوم تأتي } أَيْ : اذكر لهم ذلك اليوم وذكِّرهم ، وهو يوم القيامة { كلُّ نفس } كلُّ أحدٍ لا تهمُّه إلاَّ نفسه ، فهو مخاصمٌ ومحتجٌ عن نفسه ، حتى إنَّ إبراهيم عليه السَّلام ليدلي بالخلَّة { وتوفى كلُّ نفس ما عملت } أَيْ : جزاء ما عملت { وهم لا يظلمون } لا ينقصون ، ثمَّ أنزل الله تعالى في أهل مكَّة وما امتُحنوا به من القحط والجوع قوله تعالى : { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة } ذات أمنٍ لا يُغار على أهلها { مطمئنة } قارَّةً بأهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها لخوفٍ أو ضيقٍ { يأتيها رزقها رغداً من كلِّ مكان } يُجلب إليها من كلِّ بلدٍ ، كما قال : { يُجبى إليه ثمراتُ كلِّ شيء } { فكفرت بأنعم الله } حين كذَّبوا رسوله { فأذاقها الله لباس الجوع } عذَّبهم الله بالجوع سبع سنين { والخوف } من سرايا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم التي كان يبعثهم إليهم فيطوفون بهم { بما كانوا يصنعون } من تكذيب النبيِّ صلى الله عليه وسلم وإخراجه من مكَّة . { ولقد جاءهم } يعني : أهل مكَّة { رسول منهم } من نسبهم ، يعرفونه بأصله ونسبه { فكذبوه فأخذهم العذاب } يعني : الجوع . { فكلوا } يا معشر المؤمنين { مما رزقكم الله } من الغنائم ، وهذه الآية والتي بعدها سبق تفسيرهما في سورة البقرة .