Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 124-128)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنما جُعِلَ السبت على الذين اختلفوا فيه } وهم اليهود ، أمروا أن يتفرَّغوا للعبادة في يوم الجمعة ، فقالوا لا نريده ، ونريد اليوم الذي فرغ الله سبحانه فيه من الخلق ، واختاروا السَّبْتَ ، ومعنى اختلفوا فيه ، أَيْ : على نبيِّهم حيث لم يطيعوه في أخذ الجمعة ، فجعل السَّبْتَ عليهم ، أَيْ : غَلَّظَ وضيَّق الأمر فيه عليهم . { ادع إلى سبيل ربك } دين ربِّك { بالحكمة } بالنُّبوَّة { والموعظة الحسنة } يعني : مواعظ القرآن { وجادلهم } افتلهم عمَّا هم عليه { بالتي هي أحسن } بالكلمة اللَّيِّنة ، وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، { إن ربك هو أعلم … } الآية . يقول : هو أعلم بالفريقين ، فهو يأمرك فيهما بما هو الصَّلاح . { وإن عاقبتم … } الآية . نزلت حين نظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى حمزة وقد مُثِّل به ، فقال : واللَّهِ لأُمَثِلنَّ بسبعين منهم مكانك ، فنزل جبريل عليه السَّلام بهذه الآيات ، فصبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكفَّر عن يمينه ، وأمسك عمَّا أراد . وقوله سبحانه { ولئن صبرتم } أَيْ : عن المجازاة بالمثلة { لهو } أَيْ : الصَّبر { خير للصابرين } ثمَّ أمره بالصَّبر عزماً ، فقال : { واصبر وما صبرك إلاَّ بالله } أَيْ : بتوفيقه ومعونته { ولا تحزن عليهم } على المشركين بإعراضهم عنك { ولاتك في ضيق مما يمكرون } لا يضيق صدرك من مكرهم . { إنَّ الله مع الذين اتقوا } الفواحش والكبائر { والذين هم محسنون } في العمل بالنَّصرة والمعونة .