Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 32-37)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } طاهرين من الشِّرك . { هل ينظرون إلاَّ أن تأتيهم الملائكة } لقبض أرواحهم { أو يأتي أمر ربك } بالقتل ، والمعنى : هل يكون مدَّة إقامتهم على الكفر إلاَّ مقدار حياتهم إلى أن يموتوا أو يُقتلوا { كذلك فعل الذين من قبلهم } وهو التَّكذيب ، يعني : كفَّار الأمم الخالية { وما ظلمهم الله } بتعذيبهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بإقامتهم على الشِّرك . { فأصابهم } هذا مؤخَّر في اللَّفظ ، ومعناه التَّقديم ، لأنَّ التَّقدير : كذلك فعل الذين من قبلهم فأصابهم ، الآية ، ثمَّ يقول : { وما ظلمهم الله … } الآية . ومعنى : أصابهم { سيئات ما عملوا } أَيْ : جزاؤها { وحاق } أحاط { بهم ما كانوا به يَسْتهزئون } من العذاب . { وقال الذين أشركوا } يعني : أهل مكَّة : { لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء } أَيْ : ما أشركنا ، ولكنَّه شاءه لنا { ولا حرَّمنا من دونه من شيء } أَيْ : من السَّائبة والبحيرة ، وإنَّما قالوا هذا استهزاءً . قال الله تعالى : { كذلك فعل الذين من قبلهم } أَيْ : من تكذيب الرُّسل ، وتحريم ما أحلَّ الله { فهل على الرسل إلاَّ البلاغ المبين } أَيْ : ليس عليهم إلاَّ التَّبليغ ، وقد بلَّغتَ يا محمَّدُ ، وبلَّغوا ، فأمَّا الهداية فهي إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد حقَّق هذا فيما بعد ، وهو قوله : { ولقد بعثنا في كلِّ أمة رسولاً } كما بعثناك في هؤلاء { أن اعبدوا الله } بأن اعبدوا الله { واجتنبوا الطاغوت } الشيطان وكلَّ من يدعو إلى الضلاَّلة { فمنهم مَنْ هدى الله } أرشده { ومنهم مَنْ حقَّت } وجبت { عليه الضلالة } الكفر بالقضاء السابق { فسيروا في الأرض } معتبرين بآثار الأمم المكذِّبة ، ثمَّ أكَّد أنَّ مَنْ حقَّت عليه الضَّلالة لا يهتدي ، وهو قوله : { إن تحرص على هداهم } أَيْ : تطلبها بجهدك { فإنَّ الله لا يهدي مَنْ يضل } كقوله : { من يُضللِ اللَّهُ فلا هادي له }