Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 89-92)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويوم نبعث في كلِّ أمَّة شهيداً } وهو يوم القيامة ، يبعث الله في كلِّ أُمَّةٍ شهيداً { عليهم من أنفسهم } وهو نبيُّهم ؛ لأنَّ كلَّ نبيٍّ بُعث من قومه ، { وجئنا بك شهيداً على هٰؤلاء } على قومك ، وتمَّ الكلام ها هنا ، ثمَّ قال : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً } بياناً { لكلِّ شيء } ممَّا أُمر به ونُهي عنه . { إنَّ الله يأمر بالعدل } شهادة أن لا إله إلاَّ الله { والإِحسان } وأداء الفرائض ، وقيل : بالعدل في الأفعال ، والإِحسان في الأقوال { وإيتاء ذي القربى } صلة الرَّحم ، فتؤتي ذا قرابتك من فضل ما رزقك الله . { وينهى عن الفحشاء } الزِّنا { والمنكر } الشِّرك { والبغي } الاستطالة على النَّاس بالظُّلم { يعظكم } ينهاكم عن هذا كلِّه ، ويأمركم بما أمركم به في هذه الآية { لعلكم تذكرون } لكي تتَّعظوا . { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم } يعني : كلَّ عهدٍ يحسن في الشريعة الوفاء به { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } لا تحنثوا فيها بعد ما وكَّدتموه بالعزم { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } بالوفاء حيث حلفتم ، والواو للحال . { ولا تكونوا كالتي نقضت } أفسدت { غزلها } وهي امرأة حمقاء كانت تغزل طول يومها ، ثمَّ تنقضه وتفسده { من بعد قوة } الغزل بإمراره وفتله { أنكاثاً } قطعاً ، وتمَّ الكلام ها هنا ، ثمَّ قال : { تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم } أَيْ : غشَّاً وخديعةً { أن تكون } بأن تكون [ أو لأن تكون ] { أمة هي أربى من أمة } أَيْ : قوم أغنى وأعلى من قوم ، وذلك أنهم كانوا يحالفون قوماً فيجدون أكثر منهم وأعزَّّ ، فينقضون حلف أولئك ، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزُّ ، فنُهوا عن ذلك . { إنما يبلوكم الله به } أَيْ : بما أمر ونهى { وليبينن لكم يومَ القيامة ما كنتم فيه تختلفون } في الدُّنيا ، ثمَّ نهى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عاهدوه على نصرة الإِسلام عن أيمان الخديعة .