Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 3-9)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذرية } يا ذريَّةَ { مَنْ حملنا مع نوح } يعني : بني إسرائيل ، وكانوا ذريَّةَ مَنْ كان في سفينة نوح عليه السَّلام ، وفي هذا تذكيرٌ بالنِّعمة إذْ أنجى آباءهم من الغرق ، ثمَّ أثنى على نوحٍ ، فقال : { إنَّه كان عبداً شكوراً } كان إذا أكل حمد الله ، وإذا لبس ثوباً حمد الله . { وقضينا إلى بني إسرائيل } أوحينا إليهم وأعلمناهم في كتابهم { لتفسدنَّ في الأرض مرتين } بالمعاصي وخلاف أحكام التَّوراة { ولتعلن علواً كبيراً } لتتعظمنَّ ولتبغُنَّ . { فإذا جاء وعد أولاهما } يعني : أوَّل مرَّة في الفساد { بعثنا عليكم } أرسلنا عليكم وسلَّطنا { عباداً لنا } يعني : جالوت وقومه { أولي بأسٍ شديد } ذوي قوَّةٍ شديدةٍ { فجاسوا خلال الديار } تردَّدوا وطافوا وسط منازلهم ليطلبوا مَنْ يقتلونهم { وكان وعداً مفعولاً } قضاءً قضاه الله تعالى عليهم . { ثمَّ رددنا لكم الكرَّة عليهم } نصرناكم ، ورددنا الدَّولة لكم عليهم بقتل جالوت { وأمددناكم بأموالٍ وبنين } حتى عاد أمركم كما كان { وجعلناكم أكثر نفيراً } أكثر عدداً من عدوِّكم . { إن أحسنتم } أَيْ : وقلنا : إن أحسنتم { أحسنتم لأنفسكم } إن أطعتم الله فيما بقي عفا عنكم المساوىء { وإنْ أسأتم } بالفساد وعصيان الأنبياء وقتلهم { فلها } فعليها يقع الوبال . { فإذا جاء وعد الآخرة } المرَّة الأخيرة من إفسادكم وجواب " إذا " محذوف على تقدير : بعثناهم { لِيَسُوْءُوْا وجوهكم } وهو أنَّه بعث عليهم بختنصر ، فسبى وقتل وخرب ، ومعنى لِيَسُوْءُوْا وجوهكم : ليخزوكم خزياً يظهر أثره في وجوهكم ، كسبي ذراريكم وإخراب مساجدكم { وليتبروا ما علوا } وليدمِّروا ويُخرِّبوا ما غلبوا عليه . { عسى ربكم } وهذا أيضاً ممَّا أُخبروا به في كتابهم ، والمعنى : لعلَّ ربكم { أن يرحمكم } ويعفو عنكم بعد انتقامه منكم يا بني إسرائيل . { وإن عدتم } بالمعصية { عدنا } بالعقوبة ، هذا في الدُّنيا ، وأمَّا في الآخرة فقد { جعلنا جهنم للكافرين حصيراً } أَيْ : سجناً ومحبساً . { إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } يرشد إلى الحالة التي هي أعدل وأصوب ، هي توحيد الله تعالى والإِيمان برسله { ويبشر المؤمنين } بأنَّ { لهم أجراً كبيراً } وأنَّ أعداءهم معذَّبون في الآخرة .