Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 98-108)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذلك جزاؤهم } هذه الآية مفسَّرة في هذه السُّورة . { أَوَلَمْ يروا } أَوَلَمْ يعلموا { أنَّ الله الذي خلق السموات والأرض قادرٌ على أن يخلق مثلهم } أَيْ : يخلقهم ثانياً ، وأراد بـ { مثلهم } إيَّاهم ، وتمَّ الكلام ، ثمَّ قال : { وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه } يعني : أجل الموت وأجل القيامة { فأبى الظالمون } المشركون { إلاَّ كفوراً } جحوداً بذلك الأجل ، وهو البعث والقيامة . { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } خزائن الرِّزق { إذاً لأمسكتم } لبخلتم { خشية الإِنفاق } أن تنفقوا فتفتقروا { وكان الإِنسان قتوراً } بخيلاً ، ثمَّ ذكر قصَّة موسى عليه السَّلام وما آتاه من الآيات وإنكار فرعون ذلك ، فقال : { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } وهي العصا واليد ، وفلق البحر ، والطمسة ، وهي قوله : { ربَّنا اطمسْ على أموالِهم } والطُّوفان ، والجراد ، والقُمَّل ، والضفادع ، والدَّم { فاسأل } يا محمد { بني إسرائيل } المؤمنين من قريظة والنَّضير { إذ جاءهم } يعني : جاء آباءَهم ، وهذا سؤال استشهاد ليعرف اليهود صحَّة ما يقول محمَّد عليه السَّلام بقول علمائهم { فقال له فرعون إني لأظنُّك يا موسى مسحوراً } ساحراً فقال موسى عليه السَّلام : { لقد علمت ما أنزل هؤلاء } الآيات { إلاَّ رب السموات والأرض بصائر } عبراً ودلائل { وإني لأظنك } لأعلمك { يا فرعون مثبوراً } ملعوناً مطروداً . { فأراد } فرعون { أن يستفزهم } يخرجهم ، يعني : موسى وقومه { من الأرض } أرض مصر . وقوله : { فإذا جاء وعد الآخرة } يريد : يوم القيامة . { جئنا بكم لفيفاً } مُجتمعين مُختلطين . { وبالحق أنزلناه } أَيْ : أنزلنا القرآن بالدِّين القائم ، والأمر الثَّابت { وبالحق نزل } وبمحمَّد نزل القرآن ، أَيْ : عليه نزل ، كما تقول : نزلتُ بزيدٍ . { وقرآناً فرقناه } قطعناه آيةً آيةً ، وسورةً سورةً في عشرين سنة { لتقرأه على الناس على مكث } تُؤَدةٍ وَتَرسُّلٍ ليفهموه { ونَزَّلْناهُ تنزيلاً } نجوماً بعد نجومٍ وشيئاً بعد شيءٍ . { قل } لأهل مكَّة : { آمنوا } بالقرآن { أو لا تؤمنوا } به ، وهذا تهديد ، أَيْ : فقد أنذر الله ، وبلَّغ رسوله { إنَّ الذين أوتوا العلم من قبله } من قبل القرآن . يعني : ناساً من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم خرُّوا سُجَّداً . وقوله : { إن كان وعد ربنا لمفعولاً } أَيْ : وعده بإنزال القرآن وبعث محمِّد عليه السَّلام لمفعولاً .