Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-69)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَخَلفَ من بعدهم } قفا بعد هؤلاء { خلف } قوم سوء ، يعني : اليهود والنَّصارى والمجوس { أضاعوا الصلاة } تركوا الصَّلاة المفروضة { واتبعوا الشهوات } اللَّذات من شرب الخمر والزِّنا { فسوف يلقون غياً } وهو وادٍ في جهنم . { إلاَّ من تاب } من الشِّرك { وآمن } وصدَّق النَّبيِّين { وعمل صالحاً } أدَّى الفرائض { فأولئك يدخلون الجنَّة ولا يظلمون شيئاً } لا يُنقصون من ثواب أعمالهم شيئاً . { جنات عدن التي وعد الرحمٰن عباده بالغيب } بالمغيب عنهم ولم يروها { إنَّه كان وعده مأتياً } يؤتي ما وعده لا محالة ، تأتيه أنت كما يأتيك هو . { لا يسمعون فيها لغواً } قبيحاً من القول { إلاَّ } لكن { سلاماً } قولاً حسناً يسلمون منه ، والسَّلام : اسمٌ جامعٌ للخير { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } على قدر ما يعرفون في الدُّنيا من الغداء والعشاء . { تلك الجنة التي نورث } نُعطي ونُنرل { من عبادنا مَنْ كان تقياً } يتَّقي الله بطاعته واجتناب معاصيه . { وما نتنزل } كان جبريل عليه السَّلام قد احتبس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أيَّاماً ، فلمَّا نزل قال له : ألاَّ زرتنا ، فأنزل الله سبحانه { وما نتنزل إلاَّ بأمر ربك له ما بين أيدينا } من أمر الآخرة [ { وما خلفنا } ما مضى من أمر الدُّنيا ] { وما بين ذلك } ما يكون من هذا الوقت إلى قيام السَّاعة . وقيل : { له ما بين أيدينا } : يعني : الدُّنيا ، { وما خلفنا } يعني : السَّموات ، { وما بين ذلك } : الهواء : { وما كان ربك نسياً } تاركاً لك منذ أبطأ عنك الوحي . وقوله : { هل تعلم له سمياً } هل تعلم أحداً يُسمَّى الله غيره ؟ { ويقول الإِنسان } يعني : أُبيَّ بن خلف { أإذا ما متُّ لسوف أخرج حياً } يقول هذا استهزاءً وتكذيباً بالبعث ، يقول : لسوف أخرج حيَّاً من قبري بعد ما متُّ ! ؟ { أَوَلاَ يذكر } يتذكَّر ويتفكَّر هذا { الإنسان أنَّا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } فيعلم أنَّ مَنْ قدر على الابتداء قدر على الإِعادة ، ثمَّ أقسم بنفسه أنَّه يبعثهم فقال : { فوربك لنحشرنَّهم } يعني : منكري البعث { والشياطين } قرناءهم الذين أضلُّوهم { ثمَّ لنحضرنَّهم حول جهنم جثياً } جماعات ، جمع : جُثوة . { ثمَّ لننزعنَّ } لنخرجنَّ { من كلِّ شيعة } أُمَّةٍ وفرقةٍ { أيُّهم أشدُّ على الرحمن عتياً } الأعتى فالأعتى منهم ، وذلك أنَّه يبدأ في التعذيب بأشدهم عتيَّا ، ثمَّ الذي يليه .