Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 113-115)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } لمَّا قدم وفد نجران فتنازعوا مع اليهود ، وكفَّر كلُّ واحدٍ من الفريقين الآخر ، وقوله تعالى : { وهم يتلون الكتاب } يعني : إنَّ الفريقين يتلون التَّوراة وقد وقع بينهما هذا الاختلاف وكتابهم واحد ، فدلَّ بهذا على ضلالتهم { كذلك قال الذين لا يعلمون } يعني : كفَّار الأمم الماضية ، وكفَّار هذه الأمَّة { مثل قولهم } في تكذيب الأنبياء والاختلاف عليهم ، فسبيل هؤلاء الذين يتلون الكتاب كسبيل مَنْ لا يعلم الكتاب [ أنَّه من الله تعالى ] من المشركين في الإنكار لدين الله سبحانه { فالله يحكم بينهم … } الآية : أَيْ : يُريهم عياناً مَنْ يدخل الجنَّة ومَنْ يدخل النَّار . { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } يعني : بيت المقدس ومحاريبه . نزلت في أهل الرُّوم حين خرَّبوا بيت المقدس { أولئك } يعني : أهل الرُّوم { ما كان لهم أن يدخلوها إلاَّ خائفين } لم يدخل بيت المقدس بعد أن عمره المسلمون روميٌّ إلاَّ خائفاً لو عُلم به قُتل { لهم في الدنيا خزيٌ } يعني : القتل للحربيِّ ، والجزية للذميِّ . { ولله المشرقُ والمغرب } أَيْ : إنَّه خالقهما . نزلت في قوم من الصَّحابة سافروا فأصابهم الضَّباب فتحرَّوا القِبلة وصلَّوا إلى أنحاءٍ مختلفةٍ ، فلمَّا ذهب الضَّباب استبان أنَّهم لم يصيبوا ، فلمَّا قدموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . وقوله تعالى : { فأينما تولوا } أَيْ : تصرفوا وجوهكم { فثمَّ وجه الله } أَيْ : فهناك قِبلة الله وجهته التي تعبَّدكم الله بالتوجُّه إليها { إنَّ الله واسعٌ عليم } أَيْ : واسع الشَّريعة يُوسِّع على عباده في دينهم . [ اختلف العلماء في حكم هذه الآية ، فمنهم مَنْ قال : هي منسوخة الحكم بقوله : { فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام } ؛ ومنهم مَنْ قال : حكمها ثابت غير أنها مخصوصة بالنَّوافل في السفر . وقيل : إنها نزلت في شأن النجاشي حين صلَّى عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وقولهم له : كيف تُصلِّي على رجل صلَّى إلى غير قبلتنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وبيَّن أنَّ النجاشي وإنْ صلَّى إلى المشرق أو المغرب فإنَّما قصد بذلك وجه الله وعبادته ، ومعنى { فثمَّ وجه الله } أَيْ : فَثَمَّ رضا الله وأمره ، كما قال : { إنَّما نُطعمكم لوجه الله } والوجهُ والجِهةُ والوِجهةُ : القِبلةُ ] .