Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 124-127)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا ابتلى إبراهيم ربُّه } اختبره : أَيْ : عامله معاملة المُختبِر { بكلماتٍ } هي عشر خصالٍ : خمسٌ في الرأس ، وهي : الفرق ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسِّواك ، وقصُّ الشَّارب ، وخمسٌ في الجسد ، وهي : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، والاستنجاء ، ونتف الرُّفغين { فأتمهنَّ } أدَّاهنَّ تامَّاتٍ غير ناقصات { قال } الله تعالى : { إني جاعلك للناس إماماً } يقتدي بك الصَّالحون . فقال إبراهيم : { ومِنْ ذريتي } أَيْ : ومن أولادي أيضاً فاجعل أئمةً يُقتدى بهم ، فقال الله عزَّ وجلَّ { لا ينال عهدي الظالمين } يريد : مَنْ كان من ولدك ظالماً لا يكون إماماً ، ومعنى : { عهدي } أَيْ : نُبوَّتي . { وإذ جعلنا البيت } يعني : الكعبة { مثابةً للناس } معاداً يعودون إليه لا يقضون منه وطراً ، كلَّما انصرفوا اشتاقوا إليه { وأَمْناً } أَيْ : مؤمناً ، وكانت العرب يرى الرَّجل منهم قاتل أبيه في الحرم فلا يتعرَّض له ، وأمَّا اليوم فلا يُهاج الجاني إذا التجأ إليه عند أهل العراق ، وعند الشافعيِّ : الأولى أن لا يُهاج ، فإنْ أُخيف بإقامة الحدِّ عليه جاز . وقد قال كثيرٌ من المفسرين : مَنْ شاء آمن ، ومَنْ شاء لم يُؤمن ، كما أنَّه لمَّا جعله مثابةً ، مَنْ شاء ثاب ، ومَنْ شاء لم يثب . { واتَّخذوا } أَيْ : النَّاس { من مقام إبراهيم } وهو الحجر الذي يُعرف بمقام إبراهيم ، وهو موضع قدميه { مصلَّى } وهو أنَّه تُسنُّ الصَّلاة خلف المقام ، قُرىء على هذا الوجه على الخبر ، وقرىء بالكسر على الأمر . { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل } أمرناهما وأوصينا إليهما { أنْ طهِّرا بيتي } من الأوثان والرِّيَب [ { للطائفين } حوله ، وهم النزائع إليه من آفاق الأرض { والعاكفين } أي : المقيمين فيه ، وهم سكان الحرم { والركع } جمع راكع و { السجود } جمع ساجد ؛ مثله : قاعد وقعود ] . { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا } أَيْ : هذا المكان وهذا الموضع { بلداً } مسكناً { آمناً } أَيْ : ذا أمنٍ لا يُصاد طيره ، ولا يُقطع شجره ولا يُقتل فيه أهله . { وارزق أهله من الثمرات } أنواع حمل الشَّجر { مَنْ آمن منهم بالله واليوم الآخر } خَصَّ إبراهيم عليه السلام بطلب الرزق المؤمنين . قال تعالى : { وَمَنْ كفر فأمتعه قليلاً } فسأرزقه إلى منتهى أجله { ثمَّ أضطره } أُلجئه في الآخرة { إلى عذاب النار وبئس المصير } هي . { وإذ يرفع إبراهيم القواعد } أصول الأساس { من البيت وإسماعيل } ويقولان : { ربنا تقبلْ منَّا } تقرُّبنا إليك ببناء هذا البيت { إنك أنت السميع } لدعائنا { العليمُ } بما في قلوبنا .