Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 133-139)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم كنتم شهداء } ترك الكلام الأوَّل ، وعاد إلى مُخاطبة اليهود . المعنى : بل أكنتم شهداء ، أَيْ : حضوراً { إذ حضر يعقوب الموت } وذلك أنَّ اليهود قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ألستَ تعلم أنَّ يعقوب يوم مات ما أوصى بنيه باليهوديَّة ؟ فأكذبهم الله تعالى ، وقال : أكنتم حاضرين وصيته { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } . { تلك أمة } يعني : إبراهيم وبنيه ، ويعقوب وبنيه { قد خلت } قد مضت { لها ما كسبت } من العمل { ولكم } يا معشر اليهود { ما كسبتم } أَيْ : حسابهم عليهم ، وإنَّما تُسألون عن أعمالكم . { وقالوا كونوا هوداً أو نصارى } نزلت في يهود المدينة ونصارى نجران ، قال كلُّ واحدٍ من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا فلا دين إلاَّ ذلك ، فقال الله تعالى : { قل بل ملَّة إبراهيم حنيفاً } يعني : بل نتبع ملَّة إبراهيم حنيفاً مائلاً عن الأديان كلِّها إلى دين الإسلام ، ثمَّ أمر المؤمنين أن يقولوا : { آمنا بالله وما أنزل إلينا } يعني : القرآن { وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } وهم أولاد يعقوب ، وكان فيهم أنبياء لذلك قال : وما أنزل إليهم . وقوله تعالى : { لا نفرِّق بين أحدٍ منهم } أَيْ : لا نكفر ببعضٍ ونؤمن ببعضٍ ، كما فعلت اليهود والنَّصارى . { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } أَيْ : إِنْ أتوا بتصديقٍ مثلِ تصديقكم ، وكان إيمانُهم كإيمانكم { فقد اهتدوا } فقد صاروا مسلمين { وإن تولوا } أعرضوا { فإنما هم في شقاق } في خلافٍ وعداوةٍ { فَسَيَكْفِيْكَهُمُ الله } ثمَّ فعل ذلك ، فكفاه أمر اليهود بالقتل والسَّبي في قريظة ، والجلاء والنَّفي في بني النَّضير ، الجِزية والذَّلَّة في نصارى نجران . { صبغة الله } أَي : الزموا دين الله { ومَنْ أحسن من الله صبغة } أي : ومَنْ أحسنُ من الله ديناُ ؟ . { قل } يا محمَّدُ لليهود والنَّصارى : { أتحاجوننا في الله } أَتُخاصموننا في دين الله ؟ وذلك أنَّهم قالوا : إنَّ ديننا هو الأقدم ، وكتابنا هو الأسبق ، ولو كنتَ نبيّاً لكنتَ منَّا { ولنا أعمالنا } نُجازى بحسنها وسيِّئها ، وأنتم في أعمالكم على مثل سبيلنا { ونحن له مخلصون } مُوحِّدون .