Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 147-153)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الحق من ربك } أَيْ : هذا الحقُّ من ربِّك { فلا تكوننَّ من الممترين } الشَّاكِّين في الجملة التي أخبرتك بها من أمر القِبلة ، وعناد اليهود وامتناعهم عن الإِيمان بك . { ولكلٍّ } أَيْ : ولكلِّ أهل دينٍ { وجهةٌ } قِبلةٌ ومُتوجَّةٌ إليها في الصَّلاة { هو مُوَلِّيْها } وجهَه ، أَيْ : مستقبلها { فاستبقوا الخيرات } فبادروا إلى القبول من الله عزَّ وجل ، ووَلُّوا وجوهكم حيث أمركم الله تعالى { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً } يجمعكم الله تعالى للحساب ، فيجزيكم بأعمالكم ، ثم أَكَّد استقبال القبلة أينما كان بآيتين ، وهما قوله تعالى . { ومن حيث خرجت … } الآية ، وقوله : { ومن حيث خرجت فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجَّةٌ } يعني : اليهود ، وذلك أنَّ اليهود كانوا يقولون : ما درى محمَّدٌ أين قِبلته حتى هديناه ، ويقولون : يخالفنا محمَّدٌ في ديننا ويتَّبِع قِبلتنا ، فهذا كان حجِّتهم التي كانوا يحتجُّون بها تمويهاً على الجُهَّال ، فلمَّا صُرفت القِبلة إلى الكعبة بطلت هذه الحجَّة ، ثمَّ قال تعالى : { إلاَّ الذين ظلموا منهم } من النَّاس ، وهم المشركون فإنَّهم قالوا : توجَّه محمدٌ إلى قِبلتنا ، وعلم أنَّا أهدى سبيلاً منه ، فهؤلاء يحتجُّون بالباطلِ ، ثمَّ قال : { فلا تخشوهم } يعني : المشركين في تظاهرهم عليكم في المُحاجَّة والمحاربة { واخشوني } في ترك القِبلة ومخالفتها ، { ولأُتمَّ نعمتي عليكم } أَيْ : ولكي أَتمَّ - عطفٌ على { لئلا يكون } - نعمتي عليكم بهدايتي إيّاكم إلى قِبلة إبراهيم ، فَتَتِمُّ لكم الملَّة الحنيفيَّة { ولعلكم تهتدون } ولكي تهتدوا إلى قِبلة إبراهيم . { كما أرسلنا فيكم } المعنى : ولأتمَّ نعمتي عليكم كإرسالي إليكم رسولاً ، أَيْ : أتمُّ هذه كما أتممت تلك بإرسالي { رسولاً منكم } تعرفون صدقه ونسبه { يتلو عليكم آياتنا } يعني : القرآن ، وهذا احتجاجٌ عليهم ؛ لأنَّهم عرفوا أنَّه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، فلمَّا قرأ عليهم القرآن تبيَّن لهم صدقه في النُّبوَّة { ويزكيكم } أَيْ : يُعرِّضكم لما تكونوا به أزكياء من الأمر بطاعة الله تعالى . { فاذكروني } بالطَّاعة { أذكركم } بالمغفرة { واشكروا لي } نعمتي { ولا تكفرون } أَيْ : لا تكفروا نعمتي . { يا أيها الذين آمنوا استعينوا } على طلب الآخرة { بالصبر } على الفرائض ، { والصلاة } وبالصَّلوات الخمس على تمحيص الذُّنوب { إنَّ الله مع الصابرين } أَيْ : إنِّي معكم أنصركم ولا أخذلكم .