Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 163-164)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإلٰهكم إله واحدٌ } كان للمشركين ثلثمائةٍ وستون صمناً يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى ، فبيَّن الله سبحانه أنَّه إِلههم ، وأّنَّه واحدٌ ، فقال : { وإلٰهكم إله واحدٌ } أَيْ : ليس له في الإِلهيَّة شريكٌ ، ولا له في ذاته نظيرٌ { لا إله إلاَّ هو الرحمن الرحيم } كذَّبهم الله عزَّ وجلَّ في إشراكهم معه آلهةً ، فعجب المشركون من ذلك ، وقالوا : إنَّ محمداً يقول : { وإلهكم إله واحد } فليأتنا بآيةٍ إن كان من الصَّادقين ، فأنزل الله تعالى : { إنَّ في خلق السموات والأرض } مع عظمهما وكثرة أجزائهما { واختلاف الليل والنهار } ذهابهما ومجئيهما { والفلك } السُّفن { التي تجري في البحر بما ينفع الناس } من التِّجارات { وما أنزل الله من السماء من ماء } من مطرٍ { فأحيا به الأرض } أخصبها بعد جدوبتها { وبثَّ } وفرَّق { فيها من كلِّ دابة وتصريف الرياح } تقليبها مرَّة جنوباً ومرَّة شمالاً ، وباردةً وحارَّة { والسحاب المسخَّر } المُذلَّل لأمر الله { بين السماء والأرض لآياتٍ } لدلالاتٍ على وحدانية الله { لقوم يعقلون } فعلَّمهم الله عزَّ وجلَّ بهذه الآية كيفية الاستدلال على الصَّانع وعلى توحيده ، وردَّهم إلى التًّفكُّر في آياته والنَّظر في مصنوعاته ، ثمَّ أعلم أنَّ قوماً بعد هذه الآيات والبيِّنات يتَّخذون الأنداد مع علمهم أنَّهم لا يأتون بشيءٍ ممَّا ذكر .