Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 168-171)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً } نزلت هذه الآية في الذين حرَّموا على أنفسهم السَّوائب والوصائل والبحائر ، فأَعلمَ الله سبحانه أنَّها يَحلُّ أكْلُها ، وأنَّ تحريمها من عمل الشَّيطان ، فقال : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } أَيْ : سُبله وطرقه ، ثمَّ بيَّن عداوة الشَّيطان ، فقال : { إنما يأمركم بالسوء } بالمعاصي { والفحشاء } البخل ، وقيل : كلُّ ذنبٍ فيه حدٌّ { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } من تحريم الأنعام والحرث . { وإذا قيل لهم } أي : لهؤلاء الذين حرَّموا من الحرث والأنعام أشياء { اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا } ما وجدنا { عليه آباءنا } فقال الله تعالى مُنكراً عليهم : { أَوَلَوْ كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون } يتَّبعونهم ؟ والمعنى : أيتَّبعون آبائهم وإنْ كانوا جهَّالاً ؟ ! ثمَّ ضرب للكفَّار مثلاً ، فقال : { ومثل الذين كفروا } في وعظهم ودعائهم إلى الله عزَّ وجلَّ { كمثل } الرَّاعي { الذي ينعق } يصيح بالغنم وهي لا تعقل شيئاً ، ومعنى يَنْعِق : يصيح ، وأراد { بما لا يسمع إلاَّ دعاءً ونداءً } البهائم التي لا تعقل ولا تفهم ما يقول الرَّاعي ، إنَّما تسمع صوتاً لا تدري ما تحته ، كذلك الذين كفروا يسمعون كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهم كالغنم ؛ إذ كانوا لا يستعملون ما أمرهم به ، ومضى تفسير قوله : { صم بكم عمي } ، ثمَّ ذكر أنَّ ما حرَّمه المشركون حلالٌ .