Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 30-32)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ قال ربك } واذكر لهم يا محمَّدُ إذ قال ربُّك { للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة } يعني : آدم ، جعله خليفةً عن الملائكة الذين كانوا سكَّان الأرض بعد الجنِّ ، والمراد بذكر هذه القصَّة ذكرُ بدءِ خلق النَّاس . { قالوا أتجعل فيها مَنْ يفسد فيها } كما فعل بنو الجانِّ ، قاسوا [ الشَّاهد ] على الغائب { ونحن نسبح بحمدك } نُبرِّئُك من كلِّ سوءٍ ، ونقول : سبحان الله وبحمده ، { ونقدِّسُ لك } ونُنزِّهك عمَّا لا يليق بك { قال إني أعلم ما لا تعلمون } من إضمار إبليس العزم على المعصية ، فلمَّا قال الله تعالى هذا للملائكة قالوا فيما بينهم : لن يخلق ربُّنا خلقاً هو أعلمُ منَّا ، ففضَّل الله تعالى عليهم آدم بالعلم ، وعلَّمه اسم كلِّ شيء حتى القصعة [ والقصيعة ] والمِغْرفة ، وذلك قوله تعالى : { وعلَّم آدم الأسماءَ كلَّها } أَيْ : خلق في قلبه علماً بالأسماء على سبيل الابتداء { ثمَّ عرَضهم } أَيْ : عرض المسمَّيات بالأسماء من الحيوان والجماد وغير ذلك { على الملائكة فقال أنبئوني } أخبروني { بأسماء هٰؤلاء } وهذا أمرُ تعجيزٍ ، أراد الله تعالى أن يُبيِّن عجزهم عن علم ما يرون ويُعاينون { إن كنتم صادقين } أنِّي لا أخلق خلقاً أعلمَ منكم ، فقالت الملائكة إقراراً بالعجز واعتذاراً : { سبحانك } تنزيهاً لك عن الاعتراض عليك في حكمك { لا علم لنا إلاَّ ما علمتنا } اعترفوا بالعجز عن علم ما لم يُعلَّموه { إنَّك أنت العليم } العالم { الحكيم } الحاكم تحكم بالحقِّ وتقتضي به ، فلمَّا ظهر عجز الملائكة قال الله تعالى لآدم : { يا آدم أنبئهم بأسمائهم } .