Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 51-56)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } أَي : انقضاءَها وتمامَها للتَّكلُّم معه { ثمَّ اتخذتم العجل } معبوداً وآلهاً { من بعده } من بعد خروجه عنكم للميقات { وأنتم ظالمون } واضعون العبادةَ في غير موضعها ، وهذا تنبيه على أنَّ كفرهم بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ليس بأعجب من كفرهم وعبادتهم العجل في زمن موسى عليه السَّلام . { ثمَّ عفونا } محونا ذنوبكم { عنكم من بعد ذلك } من بعد عبادة العجل { لعلكم تشكرون } لكي تشكروا نعمتي بالعفو . { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان } [ عطف تفسيري ] يعني : التَّوراة الفارق بين [ الحق والباطل ] والحلال والحرام { لعلكم تهتدون } لكي تهتدوا بذلك الكتاب [ من الضلال ] . { وإذ قال موسى لقومه } الذين عبدوا العجل { يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل } إلهاً { فتوبوا إلى بارئكم } يعني : خالقكم . قالوا : كيف نتوب ؟ قال : { فاقتلوا أنفسكم } أَيْ : ليقتلِ البريءُ منكم المجرمَ { ذلكم } أَي : التَّوبة { خيرٌ لكم عند بارئكم } من إقامتكم على عبادة العجل ، ثم فعلتم ما أُمرتم به { فتاب عليكم } [ : قبل توبتكم . { إنَّه هو التواب الرحيم } ] . { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك } يعني : الذين اختارهم موسى عليه السَّلام ليعتذروا إلى الله سبحانه من عبادة العجل ، فلمَّا سمعوا كلام الله تعالى ، وفرغ موسى من مناجاة الله عزَّ وجلَّ قالوا له : [ { لن نؤمن لك } ] لن نصدِّقك { حتى نرى الله جهرةً } أَيْ : عِياناً لا يستره عنا شيءٌ { فأخذتكم الصاعقة } وهي نارٌ جاءت من السَّماء فأحرقتهم جميعاً { وأنتم تنظرون } إليها حين نزلت ، وإنَّما أخذتهم الصَّاعقة ؛ لأنَّهم امتنعوا من الإِيمان بموسى عليه السَّلام بعد ظهور معجزته حتى يُريهم ربَّهم جهرةً ، والإيمانُ بالأنبياء واجبٌ بعد ظهور معجزتهم ، ولا يجوز اقتراح المعجزات عليه ، فلهذا عاقبهم الله تعالى ، وهذه الآية توبيخٌ لهم على مخالفة الرَّسول صلى الله عليه وسلم مع قيام معجزته ، كما خالف أسلافهم موسى مع ما أَتى به من الآيات الباهرة . { ثم بعثناكم } نشرناكم وأَعدْناكم أَحياءً { من بعد موتكم لعلكم تشكرون } نعمة البعث .