Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 61-63)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فقالوا : { يا موسى لن نصبر على طعام واحد } يعني : المنَّ الذي كانوا يأكلونه والسَّلوى ، فكانا طعاماً واحداً { فادع لنا ربك } سله وقل له : أَخرِجْ { يُخرجْ لنا مما تنبت الأرض من بقلها } وهو كلُّ نباتٍ لا يبقى له ساقٌ { وقثائها } وهو نوعٌ من الخضروات { وفومها } وهو الحنطة ، فقال لهم موسى عليه السَّلام : { أتستبدلون الذي هو أدنى } أَيْ : أخسُّ وأوضع { بالذي هو خيرٌ } أَي : أرفع وأجلُّ ؟ فدعا موسى عليه السَّلام فاستجبنا له وقلنا لهم : { اهبطوا مصراً } : أنزلوا بلدةً من البلدان { فإنَّ [ لكم ما سألتم } أَيْ : فإنَّ ] الذي سألتم لا يكون إلاَّ في القرى والأمصار { وضُربت عليهم } أَيْ : على اليهود الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم { الذلَّة } يعني : الجزيةَ وزيَّ اليهوديَّة ، ومعنى ضرب الذِّلة : إلزامهم إيَّاها إلزاماً لا يبرح { والمسكنة } زي الفقر وأثر البؤس { وباؤوا } احتملوا وانصرفوا { بغضب من الله ذلك } أَيْ : ذلك الضَّرب والغضب { بأنّهم كانوا يكفرون بآيات الله } التي أُنزلت على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم { ويقتلون النَّبيين } أَيْ : يتولَّون أولئك الذين فعلوا ذلك { بغير حق } أَيْ : قتلاً بغير حقٍّ ، يعني : بالظُّلم { ذلك } الكفر والقتل بشؤم ركوبهم المعاصي وتجاوزهم أمر الله تعالى . { إن الذين آمنوا } أَيْ : بالأنبياء الماضين ولم يؤمنوا بك { والذين هادوا } دخلوا في دين اليهوديَّة { والنصارى والصابئين } الخارجين من دين إلى دين ، وهم قومٌ يعبدون النُّجوم { مَنْ آمن } من هؤلاء { بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً } بالإيمان بمحمَّدٍ عليه السَّلام ؛ لأنَّ الدليل قد قام أنَّ مَنْ لم يؤمن به لا يكون عمله صالحاً { فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } . { وإذ أخذنا ميثاقكم } بالطَّاعة لله تعالى والإيمان بمحمَّدٍ عليه السَّلام في حال رفع الطُّور فوقكم ، يعني : الجبل ، وذلك لأنَّهم أبوا قبول شريعة التَّوراة ، فأمر الله سبحانه جبلاً فانقلع من اصله حتى قام على رؤوسهم ، فقبلوا خوفاً من أن يُرضخوا على رؤوسهم بالجبل ، وقلنا لكم : { خذوا ما آتيناكم } اعملوا بما أُمرتم به { بقوَّةٍ } بجدٍّ ومواظبةٍ على طاعة الله عزَّ وجلَّ { واذكروا ما فيه } من الثَّواب والعقاب { لعلكم تتقون } .