Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-97)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوَّة واسمعوا } مضى تفسيره ، ومعنى : واسمعوا ، أَيْ : [ اقبلوا ] ما فيه من حلاله وحرامه وأطيعوا { قالوا : سمعنا } ما فيه { وعصينا } ما أُمرنا به { وأُشربوا في قلوبهم العجل } وسُقوا حبَّ العجل وخُلطوا بحبِّ العجل حتى اختلط بهم ، والمعنى : حُبَّب إليهم العجل { بكفرهم } باعتقادهم التَّشبيه ، لأنَّهم طلبوا ما يُتَصَوَّرُ في أنفسهم { قل بئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين } هذا تكذيبٌ لهم في قولهم : نؤمن بما أنزل علينا ، وذلك أنَّ آباءَهم ادَّعوا الإِيمان ، ثمَّ عبدوا العجل ، فقيل لهم : بئس الإيمان إيمانٌ يأمركم بالكفر ، والمعنى : لو كنتم مؤمنين ما عبدتم العجل ، يعني : آباءهم ، كذلك أنتم لو كنتم مؤمنين بما أُنزل عليكم ما كذَّبتم محمَّداً . { قل إنْ كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إنْ كنتم صادقين } كانت اليهود تقول : لن يدخل الجنَّة إلاَّ مَنْ كان هوداً ، فقيل لهم : إن كنتم صادقين فتمنَّوا الموت ، فإنَّ مَنْ كان لا يشكُّ في أنَّه صائر إلى الجنَّةِ ، فالجنَّةُ آثرُ عنده . { ولن يتمنوه أبداً } لأنَّهم عرفوا أنَّهم كفرةٌ ، ولا نصيب لهم في الجنَّة ، وهو قوله تعالى : { بما قدَّمت أيديهم } أيْ : بما عملوا من كتمان أمر محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وتغيير نعته { واللَّهُ عليم بالظالمين } فيه معنى التَّهديد . { ولتجدنهم } يا محمَّدُ ، يعني : علماءَ اليهود { أحرص الناس على حياةٍ } لأنَّهم علموا أنَّهم صائرون إلى النَّار إذا ماتوا ؛ لما أتوا به في أمر محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم { ومن الذين أشركوا } أَيْ : وأحرص من منكري البعث ، ومَنْ أنكر البعث أحبَّ طول العمر ؛ لأنَّه لا يرجو بعثاً ، فاليهود أحرص منهم ؛ لأنَّهم علموا ما جنوا فهم يخافون النَّار { يودُّ أحدهم } أَيْ : أحد اليهود { لو يعمَّرُ ألف سنة } لأنَّه يعلم أنَّ آخرته قد فَسَدَتْ عليه { وما هو } أَيْ : وما أحدهم { بمزحزحه } بِمُبْعِدِهِ من { العذاب أن يعمَّر } تعميره . { قل مَنْ كان عدواً لجبريل } سألت اليهود نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم عن مَنْ يأتيه من الملائكة ؟ فقال : جبريل ، فقالوا : هو عدوُّنا ، ولو أتاك ميكائيل آمنَّا بك ، فأنزل الله هذه الآية ، والمعنى : قل مَنْ كان عدوَّاً لجبريل فليمت غيظاً { فإنه نزله } أَيْ : نزَّل القرآن { على قلبك بإذن الله } بأمر الله { مصدقاً } موافقاً لما قبله من الكتب { وهدىًَ وبشرى للمؤمنين } ردٌّ على اليهود حين قالوا : إنَّ جبريل ينزل بالحرب والشِّدَّة ، فقيل : إنَّه - وإنْ كان ينزل بالحرب والشدَّة على الكافرين - فإنه ينزل بالهدى والبشرى للمؤمنين .