Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-35)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم } حجَّتكم على أن مع الله تعالى معبوداً غيره . { هذا ذكر مَنْ معي } يعني : القرآن { وذكر مَنْ قبلي } يعني : التَّوراة والإِنجيل ، فهل في واحدٍ من هذه الكتب إلاَّ توحيد الله سبحانه وتعالى ؟ { بل أكثرهم لا يعلمون الحق } فلا يتأمَّلون حجَّة التَّوحيد ، وهو قوله : { فهم معرضون } . { وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ … } الآية . يريد : لم يُبعثْ رسولٌ إلاَّ بتوحيد الله سبحانه ، ولم يأتِ رسولٌ أُمّته بأنَّ لهم إلهاً غير الله . { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } يعني : الذين قالوا : الملائكة بنات الله ، والمعنى وقالوا : اتَّخذ الرحمن ولداً من الملائكة { سبحانه } ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا يقولون { بل } هم { عباد مكرمون } يعني : الملائكة مكرمون بإكرام الله إيَّاهم . { لا يسبقونه بالقول } لا يتكلَّمون إلاَّ بما يأمرهم به { وهم بأمره يعملون } . { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } ما عملوا ، وما هم عاملون { ولا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى } لمن قال : لا إله إلاَّ الله { وهم من خشيته مشفقون } خائفون ؛ لأنَّهم لا يأمنون مكر الله . { ومَنْ يقل منهم } من الملائكة { إني إلهٌ من دونه } من دون الله تعالى { فذلك نجزيه جهنم } يعني : إبليس حيث ادَّعى الشِّركة في العبادة ، ودعا إلى عبادة نفسه { كذلك نجزي الظالمين } المشركين الذين يعبدون غير الله تعالى . { أَوَلَمْ يَر } أولم يعلم { الذين كفروا أنَّ السموات والأرض كانتا رتقاً } مسدودةً { ففتقناهما } بالماء والنَّبات ، كانت السَّماء لا تُمطر ، والأرض لا تُنبت ، ففتحهما الله سبحانه بالمطر والنَّبات { وجعلنا من الماء } وخلقنا من الماء { كلَّ شيء حي } يعني : إنَّ جميع الحيوانات مخلوقةٌ من الماء ، كقوله تعالى : { والله خلق كلَّ دابَّةٍ من ماءٍ } ثمَّ بكَّتهم على ترك الإيمان ، فقال : { أفلا يؤمنون } . وقوله : { وجعلنا فيها } في الرَّواسي { فجاجاً سبلاً } طرقاً مسلوكةً حتى يهتدوا . { وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً } بالنُّجوم من الشَّياطين { وهم عن آياتها } شمسها وقمرها ونجومها { معرضون } لا يتفكَّرون فيها . وقوله : { كلٌّ في فلك يسبحون } يجرون ويسيرون ، والفَلَكُ : مدار النُّجوم . { وما جَعَلْنا لبشر من قبلك الخلد } دوام البقاء { أفَإِيْن مت فهم الخالدون } نزل حين قالوا : { نتربَّصُ به ريَب المنون } وقوله : { ونبلوكم } نختبركم { بالشر } بالبلايا والفقر { والخير } المال والصِّحة { فتنة } ابتلاءً لننظر كيف شكركم وصبركم .