Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 51-55)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين سعوا في آياتنا } عملوا في إبطالها { معاجزين } مُقدِّرين أنَّهم يُعجزوننا ويفوتوننا . { وما أرسلنا من قبلك من رسول } وهو الذي يأتيه جبريل عليه السًّلام بالوحي عياناً { ولا نبيّ } وهو الذي تكون نبوَّته إلهاماً ومناماً { إلاَّ إذا تمنى } قرأ { ألقى الشيطان } في قراءته ما ليس ممَّا يقرأ ، يعني : ما جرى على لسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قرأ سورة " والنجم " في مجلس من قريش ، فلما بلغ قوله تعالى : { ومناة الثَّالثة الأخرى } جرى على لسانه : تلك الغرانيق العلى ، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى ثمَّ نبَّهه جبريل عليه السَّلام على ذلك ، فرجع وأخبرهم أنَّ ذلك كان من جهة الشَّيطان ، فذلك قوله : { فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمَّ يحكم الله آياته } يُبيِّنها حتى لا يجد أحدٌ سبيلاً إلى إبطالها { والله عليم } بما أوحى إلى نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم { حكيم } في خلقه ، ثمَّ ذكر أنَّ ذلك ليفتن الله به قوماً ، فقال : { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة } ضلالةً { للذين في قلوبهم مرض } وهم أهل النِّفاق { والقاسية قلوبهم } المشركين { وإنَّ الظالمين } الكافرين { لفي شقاق بعيد } خلافٍ طويلٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . { وليعلم الذين أوتوا العلم } التَّوحيد والقرآن { أنه الحق } أَيْ : الذي أحكم الله سبحانه من آيات القرآن ، وهو الحقُّ { فتخبت له قلوبهم } فتخشع . { ولا يزال الذين كفروا في مرية } في شكٍّ { منه } ممَّا أُلقي على لسان الرَّسول صلى الله عليه وسلم { حتى تأتيهم الساعة } القيامة { بغتة } فجأة { أو يأتيهم عذاب يوم عقيم } يعين : يوم بدرٍ ، وكان عقيماً عن أني كون للكافرين فيه فرحٌ أو راحةٌ ، والعقيم معناه : التي لا تلد .