Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 110-118)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فاتخذتموهم سخرياً } أَيْ : سخرتم منهم ، واستهزأتم { حتى أنسوكم ذكري } لاشتغالكم بالاستهزاء منهم . { إني جزيتهم اليوم } قابلتُ عملهم بما يستحقُّون من الثَّواب { بما صبروا } على أذاكم { أنهم هم الفائزون } النَّاجون من العذاب والنَّار . { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين } قال الله تعالى لمنكري البعث إذا بعثهم من قبورهم : كم لبثتم في قبوركم ؟ وهذا سؤال توبيخٍ لهم ؛ لأنَّهم كانوا يُنكرون أن يُبعثوا من قبورهم . { قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم } وذلك أنَّ العذاب رُفع عنهم فيما بين النَّفختين ، ونسوا ما كانوا من العذاب ، فاستقصروا مدَّة لبثهم ، فلذلك قالوا : { لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين } أي : فاسأل الملائكة الذين يحفظون عدد ما لبثنا . { قال إن لبثتم } ما لبثتم { إلاَّ قليلاً } وإن طال لبثكم ؛ في طول لبثكم في النَّار { لو أنكم كنتم تعلمون } مقدار لبثكم في القبر ، وذلك أنَّهم لم يعلموا ذلك حيث قالوا : { لبثنا يوماً أو بعض يوم } فقيل لهم : لو كنتم تعلمون ذلك كان قليلاً عند طول لبثكم في النَّار . { أفحسبتم أنَّما خلقناكم عبثاً } أَيْ : للعبث لا لحكمة من ثوابٍ للمطيع ، وعقابٍ للعاصي . وقيل : عبثاً للعبث ، حتى تعبثوا وتغفلوا وتلهوا . { رب العرش الكريم } أي : السَّرير الحسن . { ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به } لا حجَّة له بما يفعل من عبادته غير الله { فإنما حسابه عند ربه } جزاؤه عند الله تعالى ، فهو يجازيه بما يستحقُّه { إنه لا يفلح الكافرون } لا يسعد المُكذِّبون ، ثمَّ أمره رسوله أن يستغفر للمؤمنين ، ويسأل لهم الرَّحمة فقال : { وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين } .