Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 59-61)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا بلغ الأطفال منكم } من أحراركم { الحلم فليستأذنوا } في كلِّ وقتٍ { كما استأذن الذين من قبلهم } يعني : الكبار من الأحرار . { والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً } يعني : العجائز اللاتي أيسن من البعولة { فليس عليهم جناح أن يضعن ثيابهن } جلابيبهنَّ { غير متبرجات بزينة } غير مُظهراتٍ زينتهنَّ ، وهو أن لا تريد بوضع الجلباب أن تُري زينتها { وأن يستعففن } فلا يضعن الجلباب { خيرٌ لهن } . { ليس على الأعمى حرج … } الآية . كان المسلمون يخرجون للغزو ، ويدفعون مفاتيح بيوتهنَّ إلى الزَّمنى الذين لا يخرجون ، ويقولون لهم : قد أحللنا لكم أن تأكلوا ممَّا فيها ، فكانوا يتوقَّون ذلك حتى نزلت هذه الآية . وقوله : { ولا على أنفسكم } أراد : ولا عليكم أنفسكم { أن تأكلوا من بيوتكم } أَيْ : بيوت أولادكم ، فجعل بيوت أولادهم بيوتهم ؛ لأنَّ ولد الرَّجل من كسبه ، ومالَه كمالِه ، وقوله : { أو ما ملكتم مفاتحه } يريد : الزَّمنى الذين كانوا يخزنون للغزاة { ليس عليكم جناح أن تأكلوا } من منازل هؤلاءٍ إذا دخلتموها وإن لم يحضروا ولم يعلموا من غير أن يحملوا ، وهذه رخصةٌ من الله تعالى لطفاً بعباده ، ورغبة بهم عن دناءة الأخلاق وضيق النَّظر ، وقوله : { أو صديقكم } يجوز للرَّجل أن يدخل بيت صديقه فيتحرَّم بطعامه من غير استئذانٍ بهذه الآية ، وقوله : { أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً } يقول : لا جناح عليكم إن اجتمعتم في الأكل ، أو أكلتم فرادى ، وإن اختلفتم فكان فيكم الزَّهيد والرغيب ، والعليل والصَّحيح ، وذلك أنَّ المسلمين تركوا مؤاكلة المرضى والزَّمنى بعد نزول قوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } فقالوا : إنَّهم لا يستوفون من الأكل ، فلا تحلُّ لنا مؤاكلتهم ، فنزلت الرُّخصة في هذه الآية . { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم } فليسلِّم بعضكم على بعض . وقيل : إذا دخلتم بيوتاً خالية فليقل الدَّاخل : السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين .