Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 12-20)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سمعوا لها تغيظاً } أَيْ : صوتاً بغيظٍ ، وهو التَّغضُّب { وزفيراً } صوتاً شديداً . { وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً } وذلك أنَّهم يُدفعون في النَّار كما يُدفع الوتد في الحائط { مقرَّنين } مقرونين مع الشَّياطين { دعوا هنالك ثبوراً } ويلاً وهلاكاً ، فيقال لهم : { لا تدعوا اليوم ثُبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً } . { قل أذلك } الذي ذكرتُ من موضع أهل النَّار ومصيرهم { خيرٌ أم جنة الخلد … } الآية . وقوله : { وعداً مسؤولاً } لأنَّ الملائكة سألت ذلك لهم في قوله تعالى : { ربَّنا وأَدْخِلْهم جنَّاتِ عدنٍ التي وَعَدْتَهُم ومَنْ صلَحَ من آبائِهم وأزوَاجِهم وذُرِّيَّاتهم } { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله } الأصنام ، والملائكة ، والمسيح ، وعزيراً { فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء } هذا توبيخ للكفَّار ، كقوله لعيسى عليه السَّلام : { أَأنتَ قُلْتَ للنَّاس اتَّخذوني وأُمِّي إلهين من دُونِ الله } { قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتَّخذ من دونك أولياء } أن نوالي أعداءك ، وفي هذا براءةُ معبوديهم منهم { ولكن متعتهم وآباءهم } في الدُّنيا بالصَّحة والنِّعمة { حتى نسوا الذكر } تركوا ما وُعظوا به { وكانوا قوماً بوراً } هلكى بكفرهم . { فقد كذبوكم بما تقولون } بقولكم : إنَّهم كانوا آلهة { فما تستطيعون } يعني : الآلهة { صرفاً } للعذاب عنكم { ولا نصراً } لكم { ومن يظلم } أَيْ : يشرك { منكم نذقه عذاباً كبيراً } . { وما أرسلنا قبلك … } الآية . هذا جوابٌ لقولهم : { ما لهذا الرسول … } الآية . أخبر الله سبحانه أنَّ كلَّ مَنْ خلا من الرُّسل كان بهذه الصِّفة { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } الصَّحيح للمريض ، والغنيّ للفقير فيقول الفقير : لو شاء الله لأغناني كما أغنى فلاناً ، ويقول المريض : لو شاء الله لعافاني كما عافى فلاناً ، وكذلك كلُّ النَّاس مبتلى بعضهم ببعض ، فقال الله تعالى : { أتصبرون } على البلاء ؟ فقد عرفتم ما وُعد الصَّابرون { وكان ربك بصيراً } بمَنْ يصبر ، وبمَنْ يجزع .