Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 28-38)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثمَّ تولَّ عنهم } أَيْ : استأخر غير بعيدٍ { فانظر ماذا يرجعون } ما يردُّون من الجواب ، فمضى الهدهد ، وألقى إليها الكتاب ، فـ { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليَّ كتاب كريم } حسنٌ ما فيه ، ثمَّ بيَّنت ما فيه فقالت : { إنَّه من سليمان وإنَّه بسم الله الرحمن الرحيم } . { ألا تعلوعليَّ } أَيْ : لا تترفَّعوا عليَّ وإن كنتم ملوكاً { وأتوني مسلمين } طائعين مُنقادين . { قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري } بيِّنوا لي ما أعمل { ما كنت قاطعة } قاضيةً وفاصلةً { أمراً حتى تشهدون } حتى تحضرون ، أَيْ : لا أقطع أمراً دونكم . { قالوا } مُجيبين لها : { نحن أولواْ قوَّة } في القتال { وأولواْ بأس شديد } عند الحرب { والأمر إليك } أيَّتها الملكة { فانظري ماذا تأمرين } نُطِعْك . { قالت إنَّ الملوك إذا دخلوا قرية } عنوةً وغلبةً { أفسدوها } خرَّبوها { وجعلوا أعزَّة أهلها أذلة } أهانوا أشرافها بها ؛ ليستقيم لهم الأمر ، أشارت إلى أنَّها لو جاءت سليمان محاربةً احتاجت إلى التَّخريب والإِفساد ، وصدَّقها الله سبحانه في قولها فقال : { وكذلك يفعلون } . { وإني مرسلة إليهم بهدية } أُصانعه بها وأختبره أملكٌ هو أم نبيٌّ ؟ فإن كان ملكاً قبلها ، وإن كان نبيّاً لم يقبلها { فناظرة بِمَ } بأيِّ شيءٍ { يرجع المرسلون } من عنده . { فلما جاء } البريد أو الرَّسول { سليمان قال أتمدونني بمالٍ فما آتاني الله } من الدِّين والنُّبوَّة والحكمة { خيرٌ مما آتاكم } من الدُّنيا { بل أنتم بهديتكم تفرحون } لأنَّهم أهل مكاثرة بالدُّنيا ، ثمَّ قال للرَّسول : { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم } لا طاقة لهم { بها ولنخرجنَّهم منها } من أرضهم { أذلة } ، فجاءها الرَّسول وأخبرها بما رأى وشاهد ، فتجهَّزت للمسير إلى سليمان ، فلمَّا علم سليمان عليه السَّلام بمسيرها إليه . { قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها } سريرها { قبل أن يأتوني مسلمين } لأنَّه حينئذٍ لا يحلُّ أخذ ما في أيديهم .