Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 7-13)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولنجزينَّهم أحسن الذي كانوا يعملون } أَيْ : بأحسن أعمالهم ، وهو الطَّاعة . { ووصينا الإِنسان بوالديه حسناً } أمرناه أن يُحسن إليهما { وإن جاهداك } اجتهدا عليك { لتشرك بي ما ليس لك به علم } أنَّه لي شريك { فلا تطعهما } أُنزلت في سعد بن أبي وقَّاص لمَّا أسلم ، حلفت أمُّه أن لا تأكل ولا تشرب ، ولا يظلُّها سقف بيت حتى يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويرجع إلى ما كان عليه ، فأُمر أن يترضَّاها ويُحسن إليها ، ولا يُطيعها في الشِّرك . وقوله : { لندخلنَّهم في الصالحين } أَيْ : في زمرتهم وجملتهم ، ومعناه : لنحشرنَّهم معهم . وقوله : { جعل فتنة الناس } أَيْ : أذاهم وعذابهم { كعذاب الله } جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله ، ولا يصبر على الأذيَّة في الله . { ولئن جاء } المؤمنين { نصرٌ من ربك ليقولنَّ } هؤلاء الذين ارتدُّوا حين أُوذوا : { إنا كنَّا معكم } وهم كاذبون ، فقال الله تعالى : { أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين } يعني : إنَّه علامٌ بإيمان المؤمن وكفر الكافر . { وليعلمنَّ الله الذين آمنوا وليعلمنَّ المنافقين } هذا إخبارٌ عن الله تعالى أنَّه يعلم إيمان المؤمن ونفاق المنافق . { وقال الذين كفروا } من أهل مكَّة { للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا } الطَّريق الذي نسلكه في ديننا { ولنحمل خطاياكم } أَيْ : إن كان فيه إثمٌ فنحن نحمله ، قال الله تعالى : { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } يخفِّف عنهم العذاب { إنهم لكاذبون } في قولهم ؛ لأنَّهم في القيامة لا يحملون عنهم خطاياهم ، ثمَّ أعلم الله عزَّ وجلَّ أنَّهم يحملون أوزار أنفسهم ، وأثقالاً أخرى بسبب إضلالهم مع أثقال أنفسهم ؛ لأنَّ مَنْ دعا إلى ضلالةٍ فاتُّبع فعليه مثل أوزار الذين اتَّبعوه ، ثمَّ ذكر أنَّه يُوبِّخهم على ما قالوا فقال : { وليسألنَّ يوم القيامة عما كانوا يفترون } أَيْ : سؤال توبيخٍ .