Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 12-14)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل للذين كفروا } يعني : يهود المدينة ومشركي مكَّة { ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } بئس ما مُهِّد لكم . { قد كان لكم آية } علامة تدلُّ على صدق محمَّدٍ عليه السَّلام { في فئتين } يعني : المسلمين والمشركين { التقتا } اجتمعتا يوم بدرٍ للقتال { فئةٌ تقاتل في سبيل الله } وهم المسلمون { وأخرى كافرة يرونهم مثليهم } وهم كانوا ثلاثة أمثالهم ، ولكنَّ الله تعالى قلَّلهم في أعينهم ، وأراهم على قدر ما أعلمهم أنَّهم يغلبونهم لتقوى قلوبهم ، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ كان قد أعلم المسلمين أنَّ المائة منهم تغلب المائتين من الكفَّار { رأي العين } أَيْ : من حيث يقع عليهم البصر { والله يؤيد } يقوّي { بنصره } بالغلبة والحجَّة مَنْ يشاء { إنَّ في ذلك لعبرة } وهي الآية التي يُعبر بها من منزلة الجهل إلى العلم { لأولي الأبصار } لذوي العقول . { زُيِّن للناس حبُّ الشهوات } جمع الشَّهوة ، وهي تَوَقَانُ النَّفس إلى الشَّيء { والقناطير المقنطرة } الأموال الكثيرة المجموعة { والخيل المسوَّمة } الرَّاعية ، وقيل : المُعلَّمة كالبلق وذوات الشِّياتِ ، وقيل : الحسان . والخيل : الأفراس { والأنعام } الإِبل والبقر والغنم [ { والحرث } وهو ما يُزرع ويغرس ] ، ثمَّ بيَّن أنَّ هذه الأشياء متاع الدُّنيا ، وهي فانيةٌ زائلةٌ { واللَّهُ عنده حسن المآب } المرجع ، ثمَّ أعلم أنَّ خيراً من ذلك كلِّه ما أعدَّه لأوليائه .