Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 49-58)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { ورسولاً إلى بني إسرائيل } أَيْ : ويجعله رسولاً إلى بني إسرائيل { أني } أَيْ : بأنِّي { قد جئتكم بآية من ربكم } وهي { أني أخلق } أَيْ : أُقدِّر وأُصوّر { كهيئة الطير } كصورته { وأبرىء الأكمه } وهو الذي وُلد أعمى { والأبرص } أَيْ : الذي به وَضَحٌ [ أي : بياضٌ ] { وأُنبئكم بما تأكلون } في غدوكم { وما } كم { تدخرون } لباقي يومكم . { ومصدِّقاً } أَيْ : وجئتكم مُصدِّقاً { لما بين يدي } أَي : الكتاب الذي أنزل من قبلي { ولأُحلَّ لكم بعض الذي حرّم عليكم } أحلَّ لهم على لسان المسيح لحوم الإِبل ، والثُّروب ، وأشياء من الطَّير ، والحيتان ممَّا كان محرَّماً في شريعة موسى عليه السَّلام { وجئتكم بآية من ربكم } أَيْ : ما كان معه من المعجزات الدَّالَّة على رسالته ، ووحَّدَ لأنَّها كلَّها جنسٌ واحدٌ في الدَّلالة . { فلما أَحسَّ عيسى } علم ورأى { منهم الكفر } وذلك أنَّهم أرادوا قتله حين دعاهم إلى الله تعالى ، فاستنصر عليهم ، و { قال مَنْ أنصاري إلى الله } أَيْ : مع الله ، وفي ذات الله { قال الحواريون } وكانوا قصَّارين يحوّرون الثِّياب ، أَيْ : يُبيِّضونها ، آمَنوا بعيسى واتَّبعوه : { نحن أنصار الله } أنصار دينه { آمنا بالله واشهد } يا عيسى { بأنا مسلمون } وقوله : { فاكتبنا مع الشاهدين } مع الذين شهدوا للأنبياء بالصِّدق ، والمعنى : أَثْبِتْ أسماءنا مع أسمائهم ؛ لنفوز بمثل ما فازوا . { ومكروا } سعوا في قتله بالمكر { ومكر اللَّهُ } جازاهم على مكرهم بإلقاء شبه عيسى على مَنْ دلَّ عليه حتى أُخذ وصُلب { والله خير الماكرين } أفضل المجازين بالسَّيئةِ العقوبةَ ، لأنَّه لا أحد أقدر على ذلك منه . { إذ قال الله يا عيسى } والمعنى : ومكر الله إذ قال الله يا عيسى : { إني متوفيك } أَيْ : قابضك من غير موتٍ وافياً تاماً ، أَيْ : لم ينالوا منك شيئاً { ورافعك إليَّ } أَيْ : إلى سمائي ومحل كرامتي ، فجعل ذلك رفعاً إليه للتَّفخيم والتَّعظيم ، كقوله : { إني ذاهبٌ إلى ربي } وإنَّما ذهب إلى الشَّام ، والمعنى : إلى أمر ربِّي { ومطهِّرك من الذين كفروا } أَيْ : مُخرجك من بينهم { وجاعل الذين اتبعوك } وهم أهل الإِسلام من هذه الأمَّة . اتَّبعوا دين المسيح وصدَّقوه بأنَّه رسول الله ، فواللَّهِ ما اتَّبعه مَنْ دعاه ربّاً { فوق الذين كفروا } بالبرهان والحُجَّة والعزِّ والغلبة . { ذلك } أَيْ : ما تقدَّم من النَّبأ عن عيسى ومريم عليهما السَّلام { نتلوه عليك } نخبرك به { من الآيات } أَي : العلامات الدَّالَّة على رسالتك ؛ لأنَّها أخبارٌ عن أمورٍ لم يشاهدها ولم يقرأها من كتاب { والذكر الحكيم } أَي : القرآن المحكم من الباطل . وقيل : الحكيم : الحاكم ، بمعنى المانع من الكفر والفساد .