Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 61-64)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فمن حاجَّك } خاصمك { فيه } في عيسى { من بعد ما جاءَك من العلم } بأنَّ عيسى عبد الله ورسوله { فقل تعالوا } هلمُّوا { ندع أبناءَنا وأبناءَكم } " لمَّا احتجَّ الله تعالى على النَّصارى من طريق القياس بقوله : { إنّ مثل عيسى عند الله … } الآية أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يحتجَّ عليهم من طريق الإِعجاز ، فلمَّا نزلت هذه الآية دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران إلى المباهلة ، وهي الدُّعاء على الظَّالم من الفريقين ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وعليٌّ وفاطمة عليهم السَّلام وهو يقول لهم : إذا أنا دعوتُ فأمِّنوا " ، فذلك قوله : { ندع أبناءَنا … } الآية . وقوله : { وأنفسنا وأنفسكم } يعني : بني العمِّ { ثمَّ نبتهل } نتضرع في الدُّعاء وقيل : ندعو بالبَهلةَ ، وهي اللَّعنة ، فندعوا الله باللَّعنةِ على الكاذبين ، فلم تُجبه النَّصارى إلى المباهلة خوفاً من اللَّعنه ، وقَبِلوا الجزية . { إنَّ هذا } الذين أوحيناه إليك { لهو القصص الحق } الخبر الصِّدق . { فإن تولوا } أعرضوا عمَّا أتيت به من البيان { فإنَّ الله } يعلمُ مَنْ يفسد من خلقه فيجازيه على ذلك . { قل يا أهل الكتاب } يعني : يهود المدينة ، ونصارى نجران { تعالوا إلى كلمة سواءٍ } معنى الكلمة : كلامٌ فيه شرحُ قصَّةٍ { سواءٍ } عدلٍ { بيننا وبينكم } ثمَّ فسرَّ الكلمة فقال : { ألاَّ نعبدَ إلاَّ الله ولا نشرك به شيئاً } أَيْ : لا نعبد معه غيره { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله } كما اتَّخذت النَّصارى عيسى ، وبنو إسرائيل عُزيراً . وقيل : لا نطيع أحداً في معصية الله ، كما قال الله في صفتهم لمَّا أطاعوا في معصيته علماءهم : { اتخذوا أحبارهم … } الآية . { فإن تولوا } أعرضوا عن الإِجابة { فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } مُقِرِّون بالتَّوحيد .