Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 23-31)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } أَي : اللَّيل لتناموا فيه ، والنَّهار لتبتغوا فيه من فضله . { ومن آياته يريكم البرق خوفاً } للمسافر { وطمعاً } للحاضر . وقوله : { ثمَّ إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } ثم إذا دعاكم دعوة ، إذا أنتم تخرجون من الأرض ، هكذا تقدير الآية على التَّقديم والتأخير . وقوله : { كلٌّ له قانتون } أَيْ : مُطيعون ، لا طاعة العبادة ولكن طاعة الإرادة ، خلقهم على ما أراد فكانوا على ما أراد ، لا يقدر أحدٌ أن يتغيَّر عمَّا خُلق عليه . وقوله : { وهو أهون عليه } أَيْ : هيِّنٌ عليه . وقيل : هو أهون عليه عندكم وفيما بينكم ؛ لأَنَّ الإِعادة عندنا أيسر من الابتداء { وله المثل الأعلى } الصِّفة العليا ، وهو أنَّه لا إله إلاَّ هو ولا ربَّ غيره . { ضرب لكم مثلاً } بيَّن لكم شبهاً في اتِّخاذكم الأصنام شركاء مع الله سبحانه { من أنفسكم } ثمَّ بيَّن ذلك فقال : { هل لكم ممَّا ملكت أيمانكم } من العبيد والإِماء { من شركاء فيما رزقناكم } من المال والولد ، أّيْ : هل يشاركونكم فيما أعطاكم الله سبحانه حتى تكونوا أنتم وهم { فيه سواء تخافونهم } أن يرثوكم ، كما يخاف بعضكم بعضاً أن يرثه ماله ، والمعنى : كما لا يكون هذا فكيف يكون ما هو مخلوقٌ لله تعالى مثلَه حتى يُعبد كعبادته ؟ فلمَّا لزمتهم الحجَّة بهذا ذكر أنَّهم يعبدونها باتَّباع الهوى فقال : { بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم } في عبادة الأصنام . { فأقم وجهك للدين حنيفاً } أَيْ : أقبل عليه ولا تُعرض عنه . { فطرة الله } أي : اتَّبع فطرة الله ، أَيْ : خِلقة الله التي خلق النَّاس عليها ، وذلك أنَّ كلَّ مولودٍ يُولد على ما فطره الله عليه من أنَّه لا ربَّ له غيره ، كما أقرَّ له لمَّا أُخرج من ظهر آدم عليه السَّلام { لا تبديل لخلق الله } لم يبدَّلِ الله سبحانه دينه ، فدينُه أنَّه لا ربَّ غيره . { ذلك الدين القيم } المستقيم . { منيبين إليه } راجعين إلى ما أمر به ، وهو حالٌ من قوله : { فأقم وجهك } ، والمعنى : فأقيموا وجوهكم ؛ لأنَّ أمره أمرٌ لأمته .