Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 9-13)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } يقول : أما يعلمون أنَّهم حيث ما كانوا فهم يرون ما بين أيديهم من الأرض والسَّماء مثل الذي خلفهم ، وأنَّهم لا يخرجون منها ، فكيف يأمنون ؟ ! { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } عذاباً { إنَّ في ذلك لآية لكلِّ عبدٍ منيب } لعلامةً تدلُّ على قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى لكلِّ مَنْ أناب إلى الله تعالى ، وتأمَّل ما خلق الله سبحانه . { ولقد آتينا داود منَّا فضلاً } ثمَّ بيَّن ذلك فقال : { يا جبال } أَيْ : قلنا يا جبال { أوّبي معه } سبِّحي معه { والطير } كان إذا سبَّح جاوبته الجبال بالتَّسبيح ، وعكفت عليه الطَّير من فوقه تسعده على ذلك { وألنا له الحديد } جعلناه ليِّناً في يده ، كالطِّين المبلول والعجين ، وقلنا له : { أن اعمل سابغات } دروعاً كوامل { وقدِّر في السرد } لا تجعل مسمار الدِّرع دقيقاً فيفلق ، ولا غليظاً فيفصم الحلق . اجعله على قدر الحاجة ، والسَّرْد : نسج الدُّروع { واعملوا } يعني : داود وآله { صالحاً } عملاً صالحاً من طاعة الله تعالى . { ولسليمان الرِّيح } وسخَّرنا له الرِّيح { غدوها شهر } مسيرها إلى انتصاف النَّهار مسيرة شهر ، ومن انتصاف النَّهار إلى اللَّيل مسيرة شهر ، وهو قوله : { ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر } أذبنا له عين النُّحاس ، فسالت له كما يسيل الماء { ومن الجنِّ } أَيْ : سخَّرنا له من الجنِّ { مَنْ يعمل بين يديه بإذن ربه } بأمر ربه { ومَنْ يزغ } يمل ويعدل { منهم عن أمرنا } الذي أمرناه به من طاعة سليمان { نذقه من عذاب السعير } وذلك أنَّ الله تعالى وكَّل بهم ملكاً بيده سوطٌ من نار ، فمن زاغ عن أمر سليمان ضربه ضربةً أحرقته . { يعملون له ما يشاء من محاريب } مجالس ومساكن ومساجد { وتماثيل } صور الأنيباء ؛ إذ كانت تصوَّر في المساجد ليراها النَّاس ، ويزدادوا عبادة { وجفانٍ } قصاعٍ كبارٍ { كالجوابِ } كالحياض التي تجمع الماء { وقدور راسيات } ثوابت لا تحرَّكن عن مكانها لعظمه ، وقلنا : { اعملوا } بطاعة الله يا { آل داود شكراً } له على نعمه .