Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 15-24)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم } بالتَّخليد في النَّار { وأهليهم } لأنَّهم لم يدخلوا مدخلِ المؤمنين الذين لهم أهل في الجنَّة . { لهم من فوقهم ظللٌ } هذا كقوله { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم … } الآية ، وكقوله : { لهم من جهنَّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ } { ذلك } الذي وصفت من العذاب { يخوِّف الله به عباده } . { والذين اجتنبوا الطاغوت } أَيْ : الأوثان { أن يعبدوها وأنابوا إلى الله } رجعوا إليه بالَّطاعة { لهم البشرى } بالجنَّة { فبشر عباد } . { الذين يستمعون القول } القرآن وغيره { فيتبعون أحسنه } وهو القرآن . { أفمن حقَّ عليه كلمةُ العذاب أفأنت } يا محمَّدُ { تنقذ } ه ، أَيْ : تُخرجه من النَّار ، أيْ : إنَّه لا يقدر إلى هدايته ، وقوله : { لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ مبنية } أَيْ : لهم منازل في الجنَّة رفيعةٌ ، وفوقها منازل أرفع منها . { ألم تر أنَّ الله أنزل من السماء ماءً فسلكه } أدخل ذلك الماء { ينابيع في الأرض } وهي المواضع التي ينبع منها الماء ، وكلُّ ماءٍ في الأرض فمن السَّماء نزل . { ثم يخرج به } بذلك الماء { زرعاً مختلفاً ألوانه } خضرةً ، وحمرةً ، وصفرةً { ثمَّ يهيج } ييبس { فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً } دُقاقاً فتاتاً { إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب } يذكرون ما لهم من الدَّلالة في هذا على توحيد الله تعالى وقدرته . { أفمن شرح الله صدره } وسَّعه { للإِسلام فهو على نور من ربه } أَيْ : فاهتدى إلى دين الإِسلام ، كمَنْ طبع على قلبه ، ويدل على هذا المحذوف قوله : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } . { والله نزل أحسن الحديث } أي : القرآن { كتاباً متشابهاً } يشبه بعضه بعضاً من غير اختلافٍ ولا تناقضٍ { مثاني } يثني فيه الأخبار والقصص ، وذكر الثَّواب والعقاب { تقشعر } تضطرب وتتحرَّك بالخوف { منه جلود الذين يخشون ربهم } يعني : عند ذكر آية العذاب { ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } أَيْ : من آية الرَّحمة { ذلك هدى الله } أَيْ : ذلك الخشية من العذبا ورجاء الرَّحمة هدى الله . { أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب } وهو الكافر يُلقي في النَّار مغلولاً ، فلا يتهيَّأ له أن يتَّقي النَّار إلاَّ بوجهه ، ومعنى الآية : أَفَمن هذه حاله كمَن يدخل الجنَّة ؟