Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 127-134)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويستفتونك } يطلبون منك الفتوى { في النساء } في توريثهنَّ : كانت العرب لا تورث النِّساء والصِّبيان شيئاً من الميراث { قل الله يفتيكم فيهنَّ وما يتلى عليكم } أَي : القرآن يُفتيكم أيضاً . يعني : آية المواريث في أوَّل هذه السورة { في } ميراث { يتامى النساء } ؛ لأنَّها نزلت في قصَّة أم كجَّة ، وكانت لها بنات { اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهنَّ } أَيْ : فُرض لهن من الميراث { وترغبون } عن { أن تنكحوهنَّ } لدمامتهنَّ . قالت عائشة رضي الله عنها : نزلت في اليتيمة يرغب وليها عن نكاحها ، ولا يُنكحها فيعضلها طمعاً في ميراثها ، فنُهي عن ذلك { والمستضعفين من الولدان } أَيْ : يُفتيكم في الصِّغار من الغلمان والجواري أن تعطوهنَّ حقهنَّ { وأن تقوموا } أَيْ : وفي أن تقوموا { لليتامى بالقسط } أَي : بالعدل في مهورهنَّ ومواريثهنَّ { وما تفعلوا من خير } من حسنٍ فيما أمرتكم به { فإنَّ الله كان به عليماً } يجازيكم عليه . { وإن امرأة خافت } علمت { من بعلها } زوجها { نشوزاً } ترفُّعاً عليها لبغضها ، وهو أن يترك مجامعتها { أو إعراضاً } بوجهه عنها { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً } في القسمة والنَّفقة ، وهي أن ترضى هي بدون حقِّها ، أو تترك من مهرها شيئاً ليسوِّي الزَّوج بينها وبين ضرَّتها في القسمة ، وهذا إذا رضيت بذلك لكراهة فراق زوجها ، ولا تجبر على هذا لأنَّها إنْ لم ترض بدون حقِّها كان الواجب على الزَّوج أن يوفيها حقَّها من النَّفقة والمبيت { والصلحُ خيرٌ } من النُّشوز والإِعراض . أَيْ : إنْ يتصالحا على شيءٍ خيرٌ من أن يُقيما على النُّشوز والكراهة بينهما { وأحضرت الأنفس الشح } أَيْ : شحَّت المرأة بنصيبها من زوجها ، وشحَّ الرَّجل على المرأة بنفسه إذا كان غيرها أحبَّ إليه منها { وإن تحسنوا } العشرة والصُّحبة { وتتقوا } الجور والميل { فإنَّ الله كان بما تعملون خبيراً } لا يضيع عنده شيء . { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم } لن تقدروا على التَّسوية بينهنَّ في المحبَّة ولو اجتهدتم { فلا تميلوا كلَّ الميل } إلى التي تحبُّون في النَّفقة والقسمة { فتذروها كالمعلقة } فتدعوا الأخرى كأنَّها معلَّقةٌ لا أيِّماً ولا ذات بعل { وإن تصلحوا } بالعدل في القسم { وتتقوا } الجور { فإنَّ الله كان غفوراً رحيماً } لما ملت إلى التي تحبُّها بقلبك ، ولمَّا ذكر جواز الصُّلح بينهما إنْ أحبَّا أن يجتمعا ذكر بعده الافتراق ، فقال : { وإن يتفرقا } أَيْ : إنْ أبت المرأة الكبيرة الصُّلْح ، وأبت إلاَّ التَّسوية بينها وبين الشَّابَّة فتفرَّقا بالطَّلاق ، فقد وعد الله لهما أن يُغني كلَّ واحدٍ منهما عن صاحبه بعد الطَّلاق من فضله الواسع بقوله : { يغن الله كُلاً من سعته وكان الله واسعاً } لجميع خلقه في الرِّزق والفضل { حكيماً } فيما حكم ووعظ . { إنْ يشأ يذهبكم أيها الناس } يعني : المشركين والمنافقين { ويأت بآخرين } أمثل وأطوع لله منكم . { مَنْ كان يريد ثواب الدنيا } أَيْ : متاعها { فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } أَيْ : خير الدُّنيا والآخرة عنده ، فليطلب ذلك منه ، وهذا تعريضٌ بالكفَّار الذين كانوا لا يؤمنون بالبعث ، وكانوا يقولون : ربنا آتنا في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خَلاق .