Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 25-31)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه } وذلك أَنَّ فرعون أمر بإعادة القتل على الذُّكور من أولاد بني إسرائيل لمَّا أتاه موسى عليه السَّلام ؛ ليصدَّهم بذلك عن متابعة موسى . { وما كيد الكافرين } مكر فرعون وسوء صنيعه { إلاَّ في ضلال } زوالٍ وبطلانٍ وذهابٍ . { وقال فرعون } لملَئهِ : { ذروني أقتل موسى وليدع ربه } الذي أرسله إلينا ، فيمنعه { إني أخاف أن يبدل دينكم } الذين أنتم عليه يبطله { أو أن يظهر في الأرض الفساد } أو يفسد عليكم دينكم إن لم يبطله ، فلمَّا توعَّده بالقتل قال موسى : { إني عذت بربي وربكم من كلِّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب } . وقوله : { يصبكم بعض الذي يعدكم } قيل : كلُّ الذي يعدكم . { يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض } هذا من قول مؤمن آل فرعون ؛ أعلمهم أنَّ لهم الملك ظاهرين عالين على بني إسرائيل في أرض مصر ، ثمَّ أعلمهم أنَّ عذاب الله لا يدفعه دافع فقال : { فمن ينصرنا من بأس الله } أَيْ : مَنْ يمنعنا من عذابه { إن جاءنا } ؟ فـ { قال فرعون } حين منع من قتله : { ما أُريكُمْ } من الرَّأي والنَّصيحة { إلاَّ ما أرى } لنفسي . { وقال الذي آمن } يعني : مؤمن آل فرعون : { يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب } ثمَّ فسَّر ذلك فقال : { مثل دأب قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم } خوَّفهم إن أقاموا على كفرهم مثل حال هؤلاء حين عذِّبوا ، ثمَّ خوَّفهم بيوم القيامة . وهو قوله :